مساءتهم، فكنت كالعاين الذى ينظر ويستحسن بطبعه، فيصيب بعينه، فهو غير قاصد ضرر المعين، فمن هذا الوجه شبّه نفسه بالعائن، وشبّههم بالمصاب بالعين، ويشبه ذلك قول أبى الطيب أحمد بن الحسين (¬1):
نلومك يا عليّ لغير ذنب … لأنك قد زريت على العباد
يعنى أنه فعل أفعالا حسنة، لم يفعلها غيره من الناس، فعيبوا بتقصيرهم عن مثلها، فصار بذلك كأنه زار عليهم، يقال: زريت عليه: إذا عبته، وأزريت به:
إذا قصّرت (¬2) به.
...
¬_________
(¬1) ديوانه 1/ 359، يمدح على بن إبراهيم التنوخى.
(¬2) هذه التفرقة بين «زريت عليه» و «أزريت به» لابن السكّيت، فى إصلاح المنطق ص 234.