كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

أن السماء من هذا الباب تقع على جماعة قوله {ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ} (¬1) وكذلك قوله: {فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ} (¬2) بعد قوله: {ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ}.
وأما الأرض هاهنا فهى من الآحاد التى استغنى بلفظها عن لفظ الجمع، كقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} (¬3) وكقوله: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} (¬4) و {فِي جَنّاتٍ وَنَهَرٍ} (¬5) وكقول الشاعر:
كلوا فى نصف بطنكم تعفّوا … فإنّ زمانكم زمن خميص (¬6)
فالمراد بالأرض هاهنا سبع أرضين، يدلّك على ذلك قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (¬7) فالسماء والأرض هاهنا تجريان/مجرى الفرقتين أو الفريقين، تقول: الفرقتان قالتا، والفريقان قالا، ولو قلت: الفرقتان قالوا، كان حسنا، كما قال تعالى: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا} (¬8).
وجاء قوله: {طائِعِينَ} جمعا منصوبا على الحال من السماء والأرض، حملا
¬_________
(¬1) سورة البقرة 29.
(¬2) سورة فصلت 12.
(¬3) سورة غافر 67، وانظر سورة الحج 5.
(¬4) سورة التحريم 4.
(¬5) سورة القمر 54.
(¬6) غير معروف القائل مع كثرة دورانه فى الكتب، وانظره فى الكتاب 1/ 210، ومعانى القرآن للفراء 1/ 307،2/ 102، وللأخفش ص 231، وللزجاج 5/ 93، والمقتضب 3/ 241، والأصول 1/ 313، وإعراب القرآن للنحاس 3/ 89، وتفسير الطبرى 1/ 361، والصاحبى ص 348، والمحتسب 2/ 87، والكشاف 1/ 164، وشرح المفصل 5/ 8،6/ 21 - 22، وشرح الجمل 1/ 564،2/ 444، وضرائر الشعر ص 252، والبسيط ص 523، والهمع 1/ 50، والخزانة 7/ 537،559، وغير ذلك. وأعاده ابن الشجرى فى المجالس: الثامن والأربعين، والتاسع والأربعين، والسابع والسبعين. والخميص: الجائع. والشاهد فيه ذكر البطن، والمراد البطون. وهو وضع المفرد موضع الجمع.
(¬7) سورة الطلاق 12.
(¬8) سورة الحجرات 9، وراجع معانى القرآن للفراء 2/ 220.

الصفحة 48