الذى، كما جاء فى التنزيل: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ} (¬1) {وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ} (¬2)، وقال فى الاستفهامية: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} (¬3) وفي الخبريّة {بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} (¬4)، وقال جرير:
يا آل بارق فيم سبّ جرير (¬5)
ومن المجرور بمن قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ} (¬6) وباللام: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ} (¬7) ومن العرب من يقول: لم فعلت، بإسكان الميم، قال ابن مقبل (¬8):
أأخطل لم ذكرت نساء قيس … فما روّعن منك ولا سبينا
وقال آخر:
يا أبا الأسود لم خلّيتنى … لهموم طارقات وذكر (¬9)
ومن العرب من يثبت الألف فيقول: لما تفعل كذا؟ وفيما جئت؟ وعلى ما تسبّني؟
¬_________
(¬1) أول سورة النبأ. وراجع دراسات لأسلوب القرآن الكريم 3/ 9،97.
(¬2) سورة الأنعام 132.
(¬3) سورة الحجر 54، وراجع أوجه القراءة فى هذه الآية، فى المجلس السادس والستين.
(¬4) سورة البقرة 4، والنساء 60.
(¬5) تمامه: قد كان حقّك أن تقول لبارق يخاطب بشر بن مروان، فى شأن تفضيل سراقة البارقى شعر الفرزدق على شعر جرير. الديوان ص 366، والأغانى 8/ 19، والمقاييس 1/ 161، واللسان (لوم).
(¬6) الآية الخامسة من سورة الطارق.
(¬7) سورة البقرة 91.
(¬8) ديوانه ص 312، والخزانة 7/ 109، استطرادا عن ابن الشجرى. وجاء فى ديوان تميم بن أبيّ ابن مقبل أن الأخطل هنا هو «غياث بن غوث» الشاعر الأموى الشهير. قلت: وفى هذا نظر؛ فإن «تميما» من المخضرمين، وهو وإن كان قد عمّر حتى أدرك معاوية، فإنه حين توفى كان «الأخطل» شابا. وبعيد أن ينهض شاعر كبير لشاعر صغير! على أن الأمر منوط بتحقيق وفاة «تميم». وليس هنا موضع تحقيق ذلك.
(¬9) معانى القرآن 1/ 466، والإنصاف ص 211،299، وشرح المفصل 9/ 88، والمغنى ص 299، وشرح أبياته 5/ 219، وشرح شواهد الشافية ص 224، والخزانة 7/ 108، والهمع 2/ 211 -