كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

ربّما أوفيت فى علم … ترفعن ثوبى شمالات
والمعرفة كقول أبي دؤاد الإيادىّ (¬1):
ربّما الجامل المؤبّل فينا (¬2) … وعناجيج بينهنّ المهار
الجامل: الجمال، ومثله الباقر: البقر.
ويقال: إبل مؤبّلة، إذا كانت للقنية.
والعناجيج من الخيل: الرائعة، أى تروع من حسنها من نظر إليها.
والوجه استعمال الماضى بعد «ربّ» لأن التقليل إنما يتناول ما عرف حدّه، والمستقبل مجهول، فأمّا قوله تعالى: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} (¬3) فقيل: إن {يَوَدُّ} حكاية حال قد مضت، وقيل: إن التقدير: ربّما كان يودّ الذين كفروا، وهو من الأقوال المردودة (¬4).
وقال علىّ بن عيسى الرّمّانىّ: إنما وقع المستقبل هاهنا، لأن المستقبل معلوم عند الله تعالى كالماضى.
وقال الكوفيّون: «ما» هنا اسم بمعنى شيء، وقال البصريّون: «ما» كافّة.
¬_________
= شديدة الهبوب. يفخر بانه يحفظ أصحابه على رأس جبل عال، مع الريح الباردة الشديدة إذا خافوا العدوّ، فيكون طليعة لهم.
(¬1) ديوانه ص 316، وتخريجه ص 315، وزد عليه الأزهية ص 93، وإيضاح شواهد الإيضاح ص 307، وشرح الجمل 1/ 505، وارتشاف الضرب 2/ 456، وشرح أبيات المغنى 3/ 198، ومعجم الشواهد ص 170،171.
(¬2) هكذا فى النسختين، والذى فى الديوان والكتب: فيهم.
(¬3) الآية الثانية من سورة الحجر. ورُبَما ضبطت فى النسختين بتشديد الباء، وهى قراءة ابن كثير وأبى عمرو وابن عامر وحمزة والكسائىّ. وقرأ عاصم ونافع رُبَما خفيفة. السبعة ص 366.
(¬4) سيأتى بيان ذلك فى المجلس الثالث والسبعين، فقد عقد المصنّف هناك فصلا خاصّا بربّ.

الصفحة 565