كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وكرّار خلف المجحرين جواده
ويروى:
طباخ ساعات الكرى زاد الكسل
و: خلف المجحرين جواده
فمن جرّ الساعات وخلف المجحرين، فقد أخرجهما من باب الظرفيّة بالإضافة إليهما، ونصب الزاد والجواد بطبّاخ وكرّار، على أنهما مفعولان، ومن جرّ الزاد والجواد نصب ساعات الكرى وخلف المجحرين، على أنهما ظرفان فاصلان بين المضاف والمضاف إليه، ومثل هذا فى الشعر جائز؛ قال:
يا سارق الليلة أهل الدار (¬1)
يريد: يا سارق أهل الدار الليلة، وقال آخر (¬2):
كما خطّ الكتاب بكفّ يوما … يهوديّ يقارب أو يزيل
المجحر: الذى ألجأه الزمان إلى مكان.
وأما مالا ينصرف ولا يتصرّف (¬3): فسحر إذا أردت به سحر يوم بعينه، وإنما لم ينصرف لأنه معرفة معدول عن الألف واللام، وحقيقة عدله أنهم عدلوا عن أن
¬_________
(¬1) فرغت منه فى كتاب الشعر ص 179.
(¬2) أبو حيّة النّميرى. الكتاب 1/ 179، والمقتضب 4/ 377، والأصول 2/ 227،3/ 467، والبغداديات ص 562، والخصائص 2/ 405، وعيار الشعر ص 71، وما يجوز للشاعر فى الضرورة ص 35، والتبصرة ص 287، والإنصاف ص 432، وإيضاح شواهد الإيضاح ص 231، وشرح المفصل 1/ 103، وتفسير القرطبى 7/ 93، وارتشاف الضرب 2/ 534، وغير ذلك كثير، تراه فى حواشى ضرورة الشعر ص 179. ومعنى «يقارب» أى يدنى بعض خطّه من بعض. و «يزيل» أى يميّز بين الحروف ويباعد بينها. يصف رسم الدار التى وقف عليها، ويشبهه بالكتابة.
(¬3) راجع المقتضب 3/ 103،378، ويسمّى أيضا: غير متمكّن.

الصفحة 577