كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

يقولوا: السّحر، إلى قولهم: سحر، ووجه تعريفه أن المراد به سحر يوم معيّن؛ وشبيه به سبحان، في قول الأعشى:
أقول لمّا جاءنى فخره … سبحان من علقمة الفاخر (¬1)
لم يصرفه لأن فيه الألف والنون زائدين، وأنه علم للتسبيح، فإن نكّرته صرفته، كما قال أمية بن أبى الصّلت:
سبحانه ثم سبحانا يعود له … وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد (¬2)
وكذلك إن أردت سحرا من الأسحار صرفته، كما جاء فى التنزيل: {إِلاّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ} (¬3).
وأمّا امتناعه من التصرّف فلأنه عدل من غير جهة العدل، فألزم النصب على الظرف، وذلك أن جهة العدل أن تعدل صيغة/عن صيغة مخالفة لها فى الزّنة، كعدل عمر عن عامر، وحذام وقطام عن حاذمة وقاطمة، وأحاد وثناء عن واحد واثنين، وأخر عن آخر من كذا.
والقسم الثالث: وهو الذى ينصرف ولا يتصرّف: أسماء (¬4) أوقات ألزموها الظرفيّة فلم يرفعوها ولم يجرّوها، وهى: صباح وعشاء وضحوة وعتمة، تقول:
خرجت عتمة، وخرج زيد ضحوة وعشاء، إذا أردت ضحوة يومك أو يوم غيره بعينه، وكذلك تريد عتمة ليلتك أو ليلة بعينها، فلو رفعت شيئا من هذا أو خفضته فقلت: سير عليه عتمة أو ضحوة، أو خرجت فى عتمة، لم يجز؛ لأنهم لم يرفعوه ولم يجرّوه.
¬_________
(¬1) فرغت منه فى المجلس الثانى والأربعين.
(¬2) وهذا مثل سابقه. وكتب فى حاشية الأصل «نعوذ به» يشير إلى رواية فى «يعود له».
(¬3) سورة القمر 34.
(¬4) راجع المقتضب 4/ 334، وانظر ما سبق.

الصفحة 578