كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

ولمّا نطق نطق بمحال، ومثله فى انتصابه على أنه ظرف زمانيّ «غبّا» فى قوله عليه السلام: «زر غبّا تزدد حبّا» (¬1) يقال: أغببت القوم، إذا جئتهم يوما وتركتهم يوما.
وأمّا ظروف المكان: فمنها أيضا ما ينصرف ويتصرف، كخلف وأمام ووراء وقدّام، قال لبيد بن ربيعة:
¬_________
(¬1) أخرجه الحاكم فى المستدرك 3/ 347، من حديث حبيب بن مسلمة، رضى الله عنه، يرويه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ورواه أبو نعيم فى الحلية 3/ 322، عن أبى هريرة، وكذلك أبو هلال العسكرى فى الجمهرة 1/ 505، ورواه الخطيب، عن عبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبى هريرة. تاريخ بغداد 9/ 230، 300،10/ 182،14/ 108، وابن أبى حاتم، عن عبد الله بن عمرو، وأبى هريرة. علل الحديث 2/ 229،306،341، ورواه ابن حجر، عن أبى هريرة، فى المطالب العالية 2/ 407، وذكره فى الفتح 10/ 498، ثم قال: «وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره. . . وقد جمعتها فى جزء مفرد». وقال البزار: «لا يعلم فيه حديث صحيح». مجمع الزوائد 8/ 178 (باب الزيارة وإكرام الزائرين. من كتاب البرّ والصلة)، وذكره الفتّنى فى تذكرة الموضوعات ص 204،205، ثم قال: «وإنما يعرف من قول عبيد بن عمير، وله طرق وأسانيد عن جمع من الصحابة يتقوّى به الحديث، وإن قال البزّار: «ليس فيه حديث صحيح» فإنه لا ينافى ما قلنا». وقال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليمانى فى حواشى الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة للشوكانى ص 260 «الصحيح أنها حكمة قديمة، قال عبيد بن عمير لعائشة لمّا لامته على انقطاعه عنا: أقول ما قال الأول: زر غبا تزدد حبّا». وانظر كشف الخفاء 1/ 438. وجاء فى ترجمة «على بن عبيدة الريحانى» من تاريخ بغداد 12/ 18، وسئل عن «زر غبّا تزدد حبّا» فقال: «هذا مثل للعامة يجفو عن الخاصة». وانظر ميزان الاعتدال 2/ 341 (ترجمة طلحة بن عمرو الحضرمى). والحديث مسطور فى كتب الأمثال، وقد ذكره أبو عبيد فى أمثاله ص 148، عن أبى هريرة، يرفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكذلك صنع العسكرىّ، كما سبق. لكن قال المفضل بن سلمة فى الفاخر ص 151: «أول من قال ذلك معاذ بن صرم الخزاعىّ» وذكر قصّة رواها عنه مصنّفو الأمثال. ويبقى أن أذكر أن هذا الحديث «زر غبا تزدد حبا» قد أورده مصنّفو علوم الحديث، فى باب التصحيف، حيث صحّفه بعضهم إلى «زرعنا تردّد جنّا» وفسّره بأنّ قوما كانوا لا يؤدّون زكاة زروعهم، فصارت كلّها حنّاء». راجع معرفة علوم الحديث للحاكم ص 148، وتدريب الراوى فى شرح تقريب النواوى للسيوطى 2/ 194، وانظر كتابى: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربى ص 299.

الصفحة 581