كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

فغدت، كلا الفرجين تحسب أنّه … مولى المخافة خلفها وأمامها (¬1)
الفرج: موضع المخافة، وكذلك الثّغر والثّغرة، والعورة، يصف بقرة وحشيّة، يقول: فغدت البقرة وكلا الطّريقين المخوفين اللّذين بين يديها تظنّ أنه أولى بالمخافة، والهاء التى فى «أنه» عائدة على «كلا» وخلفها وأمامها بدل منه، وهو/مبتدأ، وقوله: «تحسب أنه مولى المخافة» خبره، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع الحال من المضمر فى «غدت».
وقالوا: جلس زيد دونك، وأخرجوه من الظرفيّة فصرّفوه فرفعوه فى قولهم:
«ثوب دون» (¬2).
ومن ظروف المكان ما يلزم الظرفيّة، فلا ينتقل عنها، كعند ولدن وسواء ومع وحيث، لا يجوز أن ترفع عندك (¬3)، فإن دخل عليها حرف جرّ لم يكن إلاّ «من» خاصّة، لا يجوز: إلى عندك، وجاء فى التنزيل: {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ} (¬4).
وسوى (¬5) مكسورة السين مقصورة، ومفتوحة السين ممدودة، وتكون ظرفا فى كلّ موضع، ولا يدخل عليها حرف جر، إلاّ فى الشّعر نحو قوله:
تجانف عن جلّ اليمامة ناقتى … وما قصدت من أهلها لسوائكا (¬6)
¬_________
(¬1) فرغت منه فى المجلس السابع عشر، وانظر أيضا اتفاق المبانى ص 139.
(¬2) أى رديء. الكتاب 1/ 410، وشرح المفصل 2/ 129.
(¬3) راجع المقتضب 4/ 340.
(¬4) سورة القصص 27.
(¬5) عقد ابن الشجرى فصلا ل‍ «سوى» فى المجلس الحادى والثلاثين، وعرض لها أيضا فى المجلسين: المتم الخمسين، والثامن والخمسين.
(¬6) تقدّم فى المجالس الثلاثة المذكورة.

الصفحة 582