كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

تجانف: من الجنف، وهو الميل فى قوله تعالى: {فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً} (¬1).
وقوله: «عن جلّ اليمامة» جلّ: بمعنى أكثر، وفيه تقدير مضاف، أى عن أكثر أهل اليمامة.
ولدن (¬2) كعند فى المعنى، إلاّ أنّها مبنيّة، وفيها لغات: لدن هو (¬3) الأصل، ولدن، بسكون الدال وفتح النون، ولد ساكنة، ولد (¬4)، ولدن مثل قفل، فمن قال:
لدن، فهى كعضد، ومن قال: لدن، فسكّن، كما سكّنوا الضاد من عضد، والجيم من رجل، فتح النون، ومن قال: لد، شبّه النون بالتنوين فحذفها لسكونها وسكون الدال.
ولتشبيههم إيّاها بالتنوين، قال بعضهم: «لدن غدوة» فنصب «غدوة» على التمييز (¬5)، كما تقول: قفيز حنطة. ومن قال: لدن، نقل حركة الدال إلى اللام، بعد أن سلب اللام حركتها، وهى فى جميع أحوالها مبنيّة، كما جاء فى التنزيل:
{مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (¬6).
وأما «مع» ففتحتها إعراب، وكان أبو عليّ يحكم عليها بالحرفيّة إذا أسكنت (¬7)، وأنشد فى إسكانها قول الشاعر:
¬_________
(¬1) سورة البقرة 182.
(¬2) تقدّم الحديث عن «لدن» مفصّلا فى المجلس الحادى والثلاثين.
(¬3) هكذا فى النسختين «هو»، والوجه «وهو» بإثبات الواو.
(¬4) فى النسختين: «ولدا» وليست من لغات «لدن» راجع المجلس المذكور.
(¬5) فتشبّه النون فى «لدن» بنون التنوين فى نحو «ضارب رجلا» من الأسماء التى تعمل عمل الفعل، كما قال أبو علىّ، فى كتاب الشعر ص 9، وقال التبريزى: «تشبّه النون منها بنون عشرين، ولا ينصب بعد لدن شيء غير غدوة» شرح الحماسة 3/ 237، ومعلوم أن ما بعد عشرين وبابه إلى التسعين ينصب على التمييز. وانظر أيضا شرح المرزوقى ص 1170. وأصل المسألة عند سيبويه. الكتاب 3/ 119، وقد جاءت هذه المسألة فى ألغاز ابن لبّ الأندلسى، فيما حكاه السيوطىّ فى الأشباه والنظائر 2/ 708.
(¬6) سورة النمل 6.
(¬7) وهو قول النّحاس أيضا.

الصفحة 583