كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

أى أرمى عنها، وقال القحيف العقيلىّ (¬1):
إذا رضيت عليّ بنو قشير … لعمر الله أعجبنى رضاها
وتكون مكان الباء، قال أبو ذؤيب (¬2):
وكأنّهنّ ربابة وكأنّه … يسر يفيض على القداح ويصدع
أى يفيض بالقداح، أى يضرب بها.
والرّبابة: خرقة تجمع فيها قداح الميسر، إلا أنه أراد بالرّبابة فى هذا البيت القداح أنفسها؛ لأنه يصف آتنا (¬3) وحمارا، فشبّه الأتن بالقداح؛ لاجتماعهنّ، وشبّه الحمار باليسر صاحب الميسر، وجمعه أيسار.
ويصدع: يفرّق.
ويقولون: اركب على اسم الله، أى باسم الله.
«عن» تكون مكان «من» كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ} (¬4) أى من عباده.
¬_________
(¬1) القحيف بن خمير بن سليم. شاعر إسلامى، وضعه ابن سلاّم فى الطبقة العاشرة، وهو آخر من ترجم لهم فى الطبقات. والبيت الشاهد فى نوادر أبى زيد ص 481، والمقتضب 2/ 320، وأدب الكاتب ص 507، والخصائص 2/ 311،389، والمحتسب 1/ 52،348، والإنصاف ص 630، والأزهية ص 287، وشرح المفصل 1/ 120، والمغنى ص 143،677، وشرح أبياته 3/ 231، والخزانة 10/ 132، وغير ذلك كثير مما تراه فى ضرائر الشعر ص 233.
(¬2) شرح أشعار الهذليين ص 18، وتخريجه فى 1359، والأزهية ص 288، وابن الشجرى ينقل عنه.
(¬3) الأتان: الأنثى من الحمير. وجمع القلّة: آتن، وجمع الكثرة: أتن، بضمتين، وقد ضبطته على جمع القلة، كما جاء فى الأصل، ط.
(¬4) سورة الشورى 25، وانظر تأويل مشكل القرآن ص 577، والأزهية ص 289.

الصفحة 610