كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وتكون مكان الباء، كقوله: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى} (¬1) أى بالهوى. وتكون مكان «على» كقوله: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} (¬2) أى على نفسه، وقال ذو الإصبع:
لاه ابن عمّك لا أفضلت فى حسب … عنّى ولا أنت ديّانى فتخزونى (¬3)
أى لم تفضل فى حسب عليّ، ولا أنت ديّانى: أى مالك أمرى. وتخزونى:
أى تسوسنى وتقهرنى.
وقوله: «لاه» أراد: لله، فحذف لام الجر ولام التعريف، قال الخليل:
وكانت العرب [فى الجهلاء (¬4)] تقول: لاه أنت، فى معنى: لله أنت، وكره ذلك فى الإسلام، وأنشد:
لاه درّ الشّباب والشّعر الأس‍ … ود والرّاتكات تحت الرّحال (¬5)
الرّتكان: ضرب من السّير فيه اهتزاز، قال الخليل: ولا يكاد يقال إلاّ للإبل (¬6).
وتكون «عن» مكان «بعد» قال العجّاج (¬7):
¬_________
(¬1) سورة النجم 3، وانظر تأويل مشكل القرآن ص 569، والموضع السابق من الأزهية.
(¬2) سورة محمد صلّى الله عليه وسلم 38.
(¬3) فرغت منه فى المجلس السابع والأربعين.
(¬4) سقط من الأصل، والمراد: «الجاهليّة»، وقد صرّح بها صاحب الأزهية ص 290، وابن الشجرى يعبّ منه عبّا، وقد نبّهت على ذلك كثيرا.
(¬5) لعبيد بن الأبرص. ديوانه ص 108، والرواية فيه: «درّ درّ الشباب» وعليها يفوت الاستشهاد، وكذلك جاء فى مجالس ثعلب ص 366، ومختارات ابن الشجرىّ ص 386، ولم تأت رواية ابن الشجرىّ إلاّ عند الهروىّ صاحب الأزهية-الموضع السابق-وقد أخبرتك أن ابن الشجرى ينقل عنه، وإن لم يصرّح.
(¬6) العين 5/ 337، والذى فيه: «يقال للإبل».
(¬7) ديوانه ص 157، وأدب الكاتب ص 513، والمخصص 14/ 67، والأزهية ص 291، والمغنى ص 148، وشرح أبياته 3/ 293 - 297، وحكى البغدادىّ عن الصاغانىّ، قال: «المنهل: -

الصفحة 611