كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

ومنهل وردته عن منهل
/أراد بعد منهل، ومثله فى التنزيل: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} (¬1) أى حالا بعد حال، ومنه قولهم: «سادوك كابرا عن كابر (¬2)»، أى كبيرا بعد كبير، وقد أظهر الشاعر «بعد» فى قوله (¬3):
بقيّة قدر من قدور توورثت … لآل الجلاح كابرا بعد كابر
وقال الحارث بن عبّاد:
قرّبا مربط النّعامة منّى … لقحت حرب وائل عن حيال (¬4)
أى بعد حيال، أراد: هاجت بعد سكونها، فاستعار لها اللّقاح والحيال.
يروى مربط ومربط، بفتح الباء وكسرها، فمن فتح أراد المصدر، ومن كسر أراد موضع الرّبط، والمربط، بكسر الميم وفتح الباء: الحبل.
¬_________
= المورد، وهو عين ماء تردها الإبل فى المراعى، وتسمّى المنازل التى فى المفاوز على طريق السفار: مناهل؛ لأن فيها ماء، وما كان على غير الطريق لا يسمّى منهلا، ولكن يقال: ماء بنى فلان».
(¬1) سورة الانشقاق 19.
(¬2) يأتى هذا فى قوافى الشعر كثيرا، من مثل قول كعب بن زهير رضى الله عنه: ورث السّيادة كابرا عن كابر وقول الأعشى: وكابرا سادوك عن كابر انظر الخزانة 10/ 118 - 124، وشرح الحماسة ص 1702، وسيأتيك إعراب «كابرا» فى المجلس التالى.
(¬3) النابغة. ديوانه ص 173، وشرح الحماسة، والخزانة، الموضع السابق، وسيعيده ابن الشجرى فى المجلس التالى.
(¬4) بيت سيّار. تخريجه مستقصى فى الأصمعيات ص 71، والحماسة البصرية 1/ 59، وانظر أسماء خيل العرب للغندجانى ص 243، والمخصص 14/ 67، والأزهية ص 291. و «عباد» بضم العين وتخفيف الباء، بوزن غراب، على ما حقّقه العلاّمة الميمنى فى حواشى السّمط ص 757. والحيال: ألاّ تحمل الناقة.

الصفحة 612