كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

متى لجج: أى وسط لجج، حكى الكسائىّ عن العرب: «أخرجه من متى كمّه» (¬1)، أى من وسط كمّه، وهى لغة هذيل.
والنّئيج: الصّوت، يصف سحبا.
وتقع الباء موقع «عن» كقوله تعالى: {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ} (¬2) أى عن عذاب، ومثله: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} (¬3) أى عنه، وقال عنترة:
/هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالك … إن كنت جاهلة بما لم تعلمى (¬4)
أى سألت الخيل عمّا لم تعلمى، وقال النابغة (¬5):
كأنّ رحلى وقد زال النهار بنا … بذى الجليل على مستأنس وحد
أراد زال النهار عنّا (¬6).
¬_________
(¬1) راجع الموضع السابق من شرح أشعار الهذليين، والأزهية ص 209، وشرح الكافية الشافية ص 784، والمساعد 2/ 295، وأوضح المسالك 3/ 6. واللسان (متى) 20/ 364.
(¬2) أول سورة المعارج. وانظر الأزهية ص 295، والصاحبى ص 133.
(¬3) سورة الفرقان 59، وتأويل المشكل ص 568، ومعانى القرآن للزجاج 4/ 73، والمخصص 14/ 65، والبحر 6/ 508، ثم انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم 2/ 17.
(¬4) تقدم فى المجلس الخامس والثلاثين. وانظر الأزهية ص 295.
(¬5) ديوانه ص 6، والأزهية ص 296، ومعجم ما استعجم ص 752 (السّليل) وانظر معجم الشواهد ص 117. وزال النهار: انتصف. والرحل: الناقة. وذو الجليل: موضع ينبت فيه هذا النبت. والمستأنس: هو الذى يخاف الناس، وقيل: هو الذى يرفع رأسه هل يرى شبحا أو شخصا. والاستئناس فى كلام العرب: النظر، يقال: اذهب فاستأنس هل ترى أحدا، فيكون معناه: انظر من ترى فى الدار. وقوله: «وحد» يقال بفتح الحاء وكسرها، ويعنى متوحّدا منفردا. قال فى التهذيب 13/ 87: «أراد على ثور وحشى أحسّ بما رابه فهو يستأنس. أى يتلفّت ويتبصّر، هل يرى أحدا. أراد أنه مذعور فهو أجدّ لعدوه وفراره وسرعته». فيكون قد شبّه ناقته بهذا الثور الوحشىّ.
(¬6) فى شرح ابن السكيت لشعر النابغة: «علينا»، وكذلك فى الخزانة 3/ 187، قال: «الباء بمعنى على». وأخذه البغدادى من المعانى الكبير لابن قتيبة ص 732، وكذلك رأيته عند أبى جعفر النحاس فى شرحه على القصائد التسع ص 742، حكاية عن ابن السّكّيت.

الصفحة 614