كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وقد كثر استعمالها مكان «فى» كقوله:
إن الرّزيّة لا رزيّة مثلها … أخواى إذ قتلا بيوم واحد (¬1)
أراد: فى يوم واحد، ومنه: {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} (¬2) أى فيه، أى فى يوم القيامة، ومثله: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً} (¬3).
واستعملت فى موضع «على» كقول الشاعر (¬4):
أربّ يبول الثّعلبان برأسه … لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب
أى على رأسه.
«اللام» قد جاءت (¬5) فى مكان «إلى» فى مواضع من التنزيل، منها قوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} (¬6) ومنها: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا} (¬7) ومنها:
¬_________
(¬1) لم أره إلاّ فى الأزهية ص 297، أمّا صدره فمعروف فى شعر الفرزدق: إن الرزيّة لا رزيّة مثلها فقدان مثل محمد ومحمد ديوانه ص 190، والتعازى والمراثى ص 203. وجاء فى ط: «الرزيئة لا رزيئة» بتحقيق الهمز.
(¬2) المزمل 18.
(¬3) سورة آل عمران 96.
(¬4) اختلف فى اسمه، فقيل: راشد بن عبد ربه، وقيل: أبو ذرّ الغفارى، وقيل: العباس بن مرداس. وراشد بن عبد ربه هذا هو الذى غيّر النبىّ صلّى الله عليه وسلم اسمه وكان: غاوى بن عبد العزى. انظر أدب الكاتب ص 103،290، وشرحه: الاقتضاب ص 321، والحيوان 6/ 304، والتنبيه والإيضاح 1/ 46، والجنى الدانى ص 43، والمغنى ص 105، وشرح أبياته 2/ 304، والإصابة 2/ 435، واللسان (ثعلب). و «الثعلبان» يروى على التثنية، فتكون الثاء مفتوحة، ويروى على الإفراد فتكون مضمومة. قال ابن قتيبة: «وثعلب» يكون للذكر والأنثى، حتى تقول: «ثعلبان» فيكون للذكر خاصّة». راجع حواشى الحيوان، والنهاية 3/ 248، ترجمة (عصل).
(¬5) فى ط، د: «اللام قد جاءت اللام. . .»
(¬6) الآية الخامسة من سورة الزلزلة، وقد كرّرها ابن الشجرى كثيرا، ويظهر ذلك فى الفهارس إن شاء الله.
(¬7) سورة الأعراف 43.

الصفحة 615