كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

{رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ} (¬1) أي إلى الإيمان، وجاءتا متواليتين فى قوله: {قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} (¬2).
واستعملوها مكان «على» فى قولهم: سقط لوجهه، أى على وجهه، ومثله.
فخرّ صريعا لليدين وللفم (¬3)
ومثله فى التنزيل {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (¬4) أى على الجبين.
و {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً} (¬5).
واستعملوها فى مكان «بعد» قال متمّم بن نويرة (¬6).
فلمّا تفرّقنا كأنّى ومالكا … لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أى بعد طول اجتماع، ومثله فى التنزيل {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (¬7)
¬_________
(¬1) سورة آل عمران 193.
(¬2) سورة يونس 35.
(¬3) هذا المصراع يأتى فى شعر لجابر بن حنىّ التغلبىّ، وقبله: تناوله بالرّمح ثم اتّنى له واتّنى: أصلها: انثنى، فأدغم النون فى الثاء ثم أبدلها تاء. شرح المفضليات ص 441، ومتن المفضليات ص 212، وانظر تعليق المحققين على هذا الإدغام. ويأتى المصراع أيضا فى شعر المكعبر الأسدى، وهو قوله: تناولت بالرمح الطويل ثيابه ونسب إلى غيره. راجع تأويل مشكل القرآن ص 569، وأدب الكاتب ص 511، وشرحه للجواليقى ص 359، والاقتضاب ص 439، والأزهية ص 299، ونسبه للأشعث الكندى، والجنى الدانى ص 101، والمغنى ص 212، وشرح أبياته 4/ 286.
(¬4) سورة الصافات 103.
(¬5) سورة الإسراء 107.
(¬6) ديوانه ص 112، المنشور باسم (مالك ومتمم ابنا نويرة)، وتخريجه فى ص 122، والأزهية ص 299، والمغنى ص 213، وشرح أبياته 4/ 291، ومجمع الأمثال 2/ 139. وقد ذهب صاحب الأزهية إلى أن اللام فى بيت متمم بمعنى «مع» وأشار إلى ذلك ابن هشام.
(¬7) سورة الإسراء 78.

الصفحة 616