كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

الآخرة، قال: لأن الساعة مراد بها يوم القيامة، وكذلك قال أبو علىّ الحسن بن أحمد، فى الإيضاح (¬1)، وخطر لى فى تقدير إضافتها أنّ التقدير: ولدار الحياة الآخرة، وقوّى ذلك عندى قوله: {مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا} (¬2) وقوله: {وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ} (¬3) فالحياة الدانية نقيض الحياة الآخرة.
ومن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه قوله: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (¬4) أى دين الأمّة (¬5) القيّمة، ومثله: {أَنِ اِعْمَلْ سابِغاتٍ} (¬6) أى دروعا سابغات.
وجاء حذف المنادى فى قراءة من قرأ: (ألا يا اسجدوا لله (¬7)) أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله، ومثله:
يا لعنة الله والأقوام كلّهم … والصالحين على سمعان من جار (¬8)
¬_________
(¬1) الإيضاح ص 271، وشرحه المقتصد ص 895، وانظر الأصول 2/ 8، ومعانى القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 109، وإعراب القرآن للنحاس 2/ 160.
(¬2) سورة آل عمران 14، وغيرها من آى الكتاب العزيز.
(¬3) سورة آل عمران 185، والحديد 20.
(¬4) سورة البينة 5.
(¬5) أو الملّة القيّمة، كما ذكر فى المجلسين: المتمّ الستين، والرابع والستين.
(¬6) سورة سبأ 11.
(¬7) سورة النمل 25، وقراءة تخفيف اللام من «ألا» قرأ بها الكسائىّ، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع، ورويس عن يعقوب، وتروى عن ابن عباس رضى الله عنهما. معانى القرآن للفراء 2/ 290، وللأخفش ص 429، والسبعة ص 480، والكشف 2/ 156، وزاد المسير 6/ 166، والبحر 7/ 68، والإتحاف 2/ 325 وأعاد ابن الشجرى الكلام على هذه القراءة فى المجلس المتمّ الستين. واعتبار المنادى هنا محذوفا، ذهب إليه أبو العباس المبرد، ووافقه ابن فارس فى الصاحبى ص 386، وأنكره ابن جنى، ورأى أن «يا» هنا أخلصت للتنبيه، مجرّدا من النداء. الخصائص 2/ 196،278، 376، وسبقه أبو على، راجع كتاب الشعر ص 66،67.
(¬8) الكتاب 2/ 219، والكامل ص 1199، والتبصرة ص 360، والإنصاف ص 118، والكشف 2/ 158، وتفسير القرطبى 13/ 186، وشرح الجمل 2/ 111، والمغنى ص 373، وشرح أبياته 6/ 171، وغير ذلك كثير، تراه فى حواشى تلك الكتب. ويأتى فى المجلس الموفى الستّين.

الصفحة 69