كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

المجلس الموفى الأربعين
يتضمّن ما بقي من ذكر حذف الاسم
، وضروبا من ذكر حذف الفعل.
أما حذف الضمير العائد إلى الموصول من صلته، فحسن (¬1) كثير فى التنزيل، /كقوله: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} (¬2) و {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} (¬3) يريد:
بعثه (¬4)، وخلقته، ومنه قوله تعالى: {اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} (¬5) حذف «ها» من «كتبها» كما حذف «هم» من قوله: {وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اِصْطَفى} (¬6).
وجاء حذف العائد من جملة الصّفة إلى الموصوف، فى قول جرير:
أبحت حمى تهامة بعد نجد … وما شيء حميت بمستباح (¬7)
حذف الهاء من «حميته» ومثله للحارث بن كلدة الثّقفىّ:
فما أدرى أغيّرهم تناء … وطول العهد أم مال أصابوا (¬8)
أراد: أصابوه، وفى التنزيل: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (¬9)
¬_________
(¬1) راجع دراسات لأسلوب القرآن الكريم 3/ 74، ويقول مؤلفه برّد الله مضجعه: «لو تتبعنا أسلوب القرآن لوجدنا أن ذكر عائد الموصول المنصوب قليل جدا بالنسبة لحذفه».
(¬2) سورة الفرقان 41، وانظر كتاب الشعر ص 387.
(¬3) سورة المدثر 11.
(¬4) راجع المجلسين الأول والثالث.
(¬5) سورة المائدة 21
(¬6) سورة النمل 59.
(¬7) سبق فى المجلس الأول.
(¬8) وهذا مثل سابقه.
(¬9) سورة البقرة 48،123.

الصفحة 71