كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

صعدة نابتة فى حائر … أينما الرّيح تميّلها تمل
وإضمار الماضى بعد إذا الزمانيّة، كقولك: إذا زيد حضر أعطيته، ومثله فى التنزيل: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (¬1) و {إِذَا السَّماءُ اِنْفَطَرَتْ} (¬2) وهو كثير، وارتفاعه عند سيبويه بالفعل المقدّر، وأبو الحسن الأخفش يرفع الاسم بعد «إذا» هذه بالابتداء، وهو قول ضعيف (¬3)، لاقتضاء هذا الظرف جوابا، كما يقتضيه حرف الشرط، ولأنه ينقل الماضى إلى الاستقبال، كقولك: إذا جاء زيد غدا أكرمته، كما تقول: إن جاء زيد غدا، وقد جزموا به فى الشّعر، كقوله (¬4):
ترفع لى خندف والله يرفع لى … نارا إذا خمدت نيرانهم تقد
وكقول الآخر (¬5):
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها … خطانا إلى أعدائنا فنضارب
وإنما (¬6) لم يجزموا به فى حال السّعة، كما جزموا بمتى، لأنه خالف «إن» من حيث شرطوا (¬7) به فيما لا بدّ من كونه، كقولك: إذا جاء الصيف سافرت، وإذا
¬_________
(¬1) أول سورة التكوير.
(¬2) أول سورة الانفطار.
(¬3) راجع الإنصاف ص 620.
(¬4) الفرزدق، والبيت مفرد فى ديوانه ص 216. والكتاب 3/ 62، والمقتضب 2/ 56، والأزمنة والأمكنة 1/ 241، والتبصرة ص 411، وشرح المفصل 7/ 47، وضرائر الشعر ص 298، وشرح الأشمونى 4/ 13، والخزانة 7/ 22.
(¬5) قيس بن الخطيم. ديوانه ص 41، وتخريجه فى ص 50، وزد عليه: المقتضب 2/ 55، وضرائر الشعر ص 298. وفى رواية البيت ونسبته خلاف، استوفاه البغدادى فى الخزانة 7/ 26، وانظر حماسة ابن الشجرى ص 186.
(¬6) حكى البغدادى كلام ابن الشجرى هذا، فى الخزانة. وأصل هذه المسألة فى الكتاب 3/ 60، والمقتضب 2/ 56.
(¬7) فى هـ‍: «شرطوا أنه».

الصفحة 82