المجلس الحادى والأربعون
يتضمّن ما بقى من ذكر النصب على شريطة التفسير
فى العطف
، وما يلى ذلك من الضّروب
اختلف القرّاء فى رفع {الْقَمَرَ} ونصبه، من قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ} (¬1) فرفعه (¬2) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، فوجه الرفع أن قبله جملة من مبتدأ وخبر، وهى قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي} (¬3) ووجه النّصب عند أبى على: أنه تقدّمه فعل وفاعل، فالفعل {تَجْرِي} وفاعله الضمير المستكنّ فيه، ولمّا جرى ذكر فعل، حسن إضمار الفعل، قال أبو على: من نصب، فقد حمله سيبويه (¬4) على: زيدا ضربته، قال: /وهو عربىّ، يعنى أنه قد يجوز إضمار الفعل، وإن لم يتقدّم ذكر فعل، فكأن سيبويه لم يعتدّ بذكر {تَجْرِي} فنصب بعد ذكر الجملة المبتدئية، كما تقول مبتدئا:
زيدا ضربته، فتنصبه وإن لم يتقدّمه فعل.
قال أبو علىّ: ويجوز فى نصبه وجه آخر، وهو أن تحمله على الفعل الذى هو خبر المبتدأ، على ما أجازه سيبويه، من قولك: زيد ضربته وعمرا أكرمته، وهو أن تحمله مرّة على الابتداء، ومرّة على الخبر الذى هو جملة من فعل وفاعل، وهو {تَجْرِي} من قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها} {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ} انتهى كلام أبى على.
¬_________
(¬1) سورة يس 39.
(¬2) السبعة ص 540، والكشف 2/ 216، والمشكل 2/ 226، والإتحاف 2/ 400.
(¬3) سورة يس 38.
(¬4) راجع الكتاب 1/ 88 - 92، ولم يتل سيبويه آيتى سورة يس.