كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

ضمير المصدر الذى هو الدرس (¬1)، فالتقدير: للقرآن يدرس درسا، وكذلك التقدير: إنا كلّ شيء خلقناه خلقا، وهذا القول وإن كان يصح به النصب فى {كُلَّ} فإنه مقتض للعموم فى المخلوقات أنها كلّها لله جلّت عظمته، لأن قوله:
{بِقَدَرٍ} يتعلّق فى هذا الوجه بخلقنا.
¬_________
= والرّشا، بضم الراء وكسرها: جمع رشوة، مثلثة الراء. وسراقة: رجل من القراء، هجاه الشاعر ووصفه بالرياء وقبول الرشوة والحرص عليها حرص الذئب على فريسته. والبيت أنشده ابن هشام فى المغنى ص 218 بهذه الرواية: هذا سراقة للقرآن يدرسه يقطّع الليل تسبيحا وقرآنا هكذا رأيته فى المغنى بطبعتيه: طبعة الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد التى أحلت عليها، وطبعة دار الفكر ببيروت (ص 240)، وكذلك جاءت الرواية فى المغنى بحاشية الدسوقى 1/ 313 - طبعة بولاق 1286 هـ‍، وبحاشية الأمير 1/ 182، ولم يتعرض له الدسوقى، وقال الأمير: «الذى فى الحماسة: والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب» قلت: لم أجده فى الحماسات التى أعرفها: حماسة أبى تمام والبحترى وابن الشجرى، والبصرية. وهذا العجز الذى جاء فى المغنى: يقطع الليل تسبيحا وقرآنا يأتى مع صدر آخر، هو: ضحّوا بأشمط عنوان السجود به وينسب لحسّان بن ثابت، رضى الله عنه، ولغيره. على ما فى الخزانة 9/ 418، وديوانه 96. والذى أميل إليه-وهو الصواب إن شاء الله-أن ابن هشام لم ينشد إلاّ صدر البيت: هذا سراقة للقرآن يدرسه أما: «يقطع الليل تسبيحا وقرآنا» فهو من الزيادات عليه. والذى يؤكد هذا أن السيوطىّ والبغدادى فى شرحهما على شواهد المغنى، لم يذكرا عنه سوى: هذا سراقة للقرآن يدرسه ثم قالا عقب إنشاد هذا الصدر: تمامه: والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب وهذا كاف فى تصحيح الرواية. والحمد لله على ما وفّق وأعان. ولعلّى أقف على مخطوطة قديمة للمغنى تكون فيصلا وحكما.
(¬1) هذا تقدير أبى على الفارسى. وإنما لم يجز عود الضمير للقرآن، لئلاّ يلزم تعدّى العامل إلى الضمير وظاهره معا.

الصفحة 92