والهمز: الكدم والعضّ، والسّيّ: المثل.
ومن هذا الضّرب قولهم فى الدعاء: سقيا لك ورعيا، يريدون: سقاك الله سقيا، ورعاك الله رعيا، وقولهم: لك، يسمّيه النحويون تبيينا، فهو فى تقدير الانقطاع، والتعلّق بمحذوف، أى هذا لك.
ومن المنصوب فى الدّعاء بفعل محذوف، ما حكى عن الحجّاج (¬1)، أنه قال فى خطبته: «امرأ اتّقى الله، امرأ حاسب نفسه، امرأ أخذ بعنان قلبه فعلم ما يراد به» أراد: رحم الله امرأ، فإن قلت: امرؤ، فهو على تقدير: ليتق (¬2) الله امرؤ.
ومن هذا الباب، أعنى/باب الدعاء، قولهم للقادم: خير (¬3) مقدم، يضمرون: قدمت، ويجوز: خير مقدم، أى مقدمك خير مقدم.
وممّا جاء فيه الحذف قولهم: وراءك (¬4) أوسع لك، وحسبك خيرا لك،
¬_________
= قال الجوهرىّ: «والحية تكون للذكر والأنثى، وإنما دخلته الهاء لأنه واحد من جنس، كبطة ودجاجة، على أنه قد روى عن العرب: رأيت حيّا على حيّة، أى ذكرا على أنثى». الصحاح (حيا) والمذكر والمؤنث لأبى بكر بن الأنبارى ص 439، ولابن التّسترى ص 66،73.
(¬1) البيان والتبيين 2/ 173، وعيون الأخبار 2/ 251، والعقد الفريد 4/ 117، وشرح نهج البلاغة 2/ 102، والرواية فى الأولين بالنصب «امرأ»، وفى الأخيرين بالرفع «امرؤ».
(¬2) يأتى هذا عند النحاة شاهدا مرسلا من كلام العرب، وهو «اتقى الله امرؤ وفعل خيرا يثب عليه». ويروى «فعل خيرا» بطرح الواو. وهو شاهد على مجىء الطلب أو الأمر فى صورة الخبر. انظره فى الكتاب 3/ 100،504، والأصول 2/ 163، والمسائل العسكرية ص 127، وشرح المفصل 7/ 49، والمقرب 1/ 273، والمغنى ص 400، والتصريح 2/ 243، والهمع 2/ 14، وشرح الأشمونى 3/ 311. وانظر نتائج الفكر ص 146. وما سبق فى المجلس الثالث والثلاثين. وذكر الزمخشرى أنهم وضعوا الخبر موضع الإنشاء لقوّة الداعى إلى حصول الأمر، فكأنما حصل ونجز، فهو يخبر عنه. المحاجاة بالمسائل النحوية ص 145 (المسألة 33).
(¬3) الكتاب 1/ 270، والأصول 2/ 248، والفصول الخمسون ص 196.
(¬4) سبق فى المجلس الخامس والعشرين، وزد فى تخريجه: التبصرة ص 264، ومجمع الأمثال 2/ 370، والفصول الخمسون ص 195، وشرح المفصل 2/ 28.