مجناه حتى صار لا يثنيك زجر الوعيد ولا يقدح في عزماتك فوت الجنة وحتى ثقلت على سمعك الموعظة ونأت عن قلبك العبرة الا طول مجاورة التقصير واعتياد الراحة والانس بالهوينا وإيثار الاخف وإلف قرين السوء فاذكر الموت وأدم الفكرة فيه فان من لم يعتبر بما رأى لا يعتبر بما لا يرى وان كان ما يوجد بالعيان من مواقع العبرة لا يكشف لك عن قبيح ماانت عليه وهجنة ما أصبحت فيه من إيثار باطلك علىحق الله واختيار الوهن على القوة
والتفريط على الحزم والاشفاق علىالدون واصطناع العار والتعرض للمقت وبسط لسان العائب فمستنبطات الغيب احرى بالعجز عن تحريكك ونقلك عن سوء العادة التي اثرتها على ربك فاسحي للبك واستبق ما أفضل الخذلان من قوتك قبل ان يستولي عليه الطبع ويشتد عليه العجز او ما علمت ان المعصية تثمر المذلة وتفل غرب اللسان مع السلاطة بل ما علمت ان المستشعر بذل الخطيئة المخرج نفسه من كنف العصمة المتحلي بدنس الفاحشة قطف الثناء زمر المروءة قصي المجلس لا يشاور وهو ذو بذلاء ولا يصدر وهو جميل الرواء يسالم من كان يسطو عليه ويضرع لمن كان يرغب اليه يجذل@