كتاب المقصد الارشد (اسم الجزء: 2)

إِمَام من الْأَئِمَّة ثَبت أقل الْمَشَايِخ خطأ روى عَن إمامنا كتاب الْأَشْرِبَة وجزءا من الحَدِيث وَكَانَ يقدم ذَلِك الْجُزْء على كل مَا سَمعه تشرفا
بِأَحْمَد قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل خرجت أشيع الْحَاج إِلَى أَن صرت فِي ظهر الْقَادِسِيَّة فَوَقع فِي نَفسِي شَهْوَة الْحَج ففكرت فَقلت بِمَا أحج وَلَيْسَ معي إِلَّا خَمْسَة دَرَاهِم وَقِيمَة ثِيَابِي خَمْسَة فَإِذا أَنا بِرَجُل ق عارضني وَقَالَ يَا أَبَا عبد الله اسْم كَبِير وَنِيَّة ضَعِيفَة عارضك كَذَا وَكَذَا فَقلت كَانَ ذَاك فَقَالَ تعزم على صحبتي فَقلت نعم فَأخذ بيَدي وعارضنا الْقَافِلَة فسرنا بسيرها إِلَى وَقت الرواح وَهُوَ بَين الْعشَاء وَالْعَتَمَة ونزلنا فَقَالَ تعزم على الْإِفْطَار فَقلت نعم فَقَالَ لي قُم فابصر أَي شَيْء هُنَاكَ فجيء بِهِ فَأَصَبْت طبقًا فِيهِ خبز حَار وبقل وقصعة فِيهَا عراق تَفُور وإناء فِيهِ مَاء فَجئْت بِهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فأوجز فِي صلَاته فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كل فَأكلت وعزمت على أَن أدخر مِنْهُ
فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله إِنَّه طَعَام لَا يدّخر فَكَانَ هَذَا سبيلي مَعَه فقضينا حجنا وَكَانَ تولى مثل ذَلِك حَتَّى وافينا إِلَى الْموضع الَّذِي أَخَذَنِي مِنْهُ فودعني
وَانْصَرف فَقيل لِلْبَغوِيِّ أتعرف الرجل فَقَالَ أَظُنهُ الْخضر وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا مَاتَ أصدقاء الرجل دلّ مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة وَدفن بمقبرة بَاب التِّبْن الَّتِي دفن فِيهَا عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَقد اسْتكْمل مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين وشهرا وَاحِدًا

الصفحة 50