كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 2)

الخير]. فقال: (قد عرفْتُ أنّ رجلاً خاَلجَنيها) " (¬1). وفى حديث آخر: "كانوا يقرؤون خلف النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فيجهرون به]، فقال: (خلَطتُم عليَّ القرآن) " (¬2).
وقال: "إِنَّ المصلي يناجي ربّه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" (¬3).

10 - قراءته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الفاتحة (¬4)
كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها، وكان يطيلها أحياناً، ويقصرها أحياناً لعارض سفَر، أو سعال، أو مرض، أو بكاء صبيّ؛ كما قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "جوَّز (¬5) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم في الفجر" (وفي حديث آخر: صلّى الصبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن)، فقيل: يا رسول الله! لِم جوَّزت؟ قال: "سمعْتُ بكاء صبي، فظننْتُ أنَّ أمّه معنا تصلّي، فأردت أن أُفرِغ له أمّه" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم وأبو عوانة والسَّراج. و (الخلج): الجذب والنَّزع.
(¬2) أخرجه البخاري في "جزئه" وأحمد والسراج بسند حسن.
(¬3) أخرجه مالك والبخاري في "أفعال العباد" بسند صحيح.
(¬4) عن "صفة الصلاة" (ص 102) بحذف وتصّرف.
(¬5) أي: خفّف.
(¬6) أخرجه أحمد بسند صحيح.

الصفحة 34