كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 2)
وكان يقف عى رؤوس الآي (¬1) و"كان -أحياناً- يُرَجِّع (¬2) صوته؛ كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة {الفتح}، وقد حكى عبد الله ابن المُغَفَّل ترجيعه هكذا (آآ آ) (¬3)
وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم؛ [فِإن الصوت الحسَن يزيد القرآن حُسناً] " (¬4).
ويقول: "إِنّ من أحسن الناس صوتاً بالقرآن؛ الذي إِذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله" (¬5).
¬__________
(¬1) وتقدّم في صفة قراءته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(¬2) جاء في "النهاية": "الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارُب ضروب الحركات في الصوت ... ".
قال الحافظ: "هو تقارُب ضروب الحركات في القراءة، وأصْله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده بالحلق".
وقال المناوي: "وذلك ينشأ غالباً عن أريحية وانبساط، والمصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حصل له من ذلك حظ وافر يوم الفتح".
قال ابن الأثير في "النهاية" -بحذف-: لأنه كان راكباً فجعَلت الناقة تحرّكه، فحدَث الترجيع في صوته". وقال بعض العلماء الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء.
(¬3) قال الحافظ في شرح قوله (آآ آ): "بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثمَّ همزة أخرى" [آءآءآء] وكذا في "النهاية"، ونقل الشيخ علي القاري مثله عن غير الحافظ، ثمَّ قال: "والأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات".
(¬4) أخرجه البخاري: تعليقاً "كتاب التوحيد" (باب-52) وأبو داود والدارمي والحاكم وتمام الرازي بسند ين صحيحين. وانظر "الصحيحة" (771).
(¬5) حديث صحيح، رواه ابن المبارك في "الزهد"، والدارمي وابن نصر والطبراني =