كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 2)
وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول:
"تعلّموا كتاب الله، وتعاهدوه، واقتنوه، وتغنَّوا به (¬1)، فوالذي نفسي بيده؛ لهو أشد تفلّتاً (¬2) من النوق والحوامل المخاض (¬3) في العقل (¬4) ".
ويقول: "ليس منّا من لم يتغنَّ بالقرآن" (¬5).
وقال لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيتَ مزماراً (¬6) من مزاميرآل داود"، [فقال أبو موسى: لو علمتُ مكانك؛ لحبّرت لك (¬7) تحبيراً (¬8).
¬__________
= وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"، والضياء في "المختارة". وانظر "الصحيحة" (771).
(¬1) جاء في "الفيض": "اي: اقرأوه بتحزين وترقيق وليس المراد قراءته بالألحان والنغمات".
(¬2) أي: ذَهاباً.
(¬3) النوق الحوامل.
(¬4) جمْع عِقال، وعقلت البعير: حبسْتُه وخصَّ ضرْب المَثل بها؛ لأنها إِذا انفلتت لا تكاد تُلحق. "فيض القدير".
(¬5) أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(¬6) قال العلماء: "المراد بالمزمار هنا: الصوت الحسَن، وأصل الزمر: الغناء، وآل داود هو داود نفسه، وآل فلان قد يطلق على نفسه، وكان داود عليه السلام حسَن الصوت جداً". ذكره النووى في "شرح مسلم".
(¬7) يريد: "تحسين الصوت وتحزينه". "النهاية".
(¬8) أخرجه البخاري: 5048، ومسلم: 793