كتاب عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

قال ابن مالك: قوله: (وهو ساجد)، جملة حالية سدت مسد خبر المبتدأ، ونظيره ضربي زيدًا قائمًا، التزمت العرب حذف خبر هذا المبتدأ، وتنكير (قائمًا)، وجعلت المبتدأ عاملاً في مفسر صاحب الحال، ويشهد بأن تنكير كان المقدرة تامة، و (قائمًا) حال من فاعله، التزام العرب تنكير (قائمًا)، وإيقاع الجملة الاسمية المقرونة بواو الحال موقعه في هذا الحديث، فالمبتدأ فيه مؤول بمفسر صاحب الحال، يعني بالمصدر المقدر، لأن لظفه ما يكون مؤول بالكون، والتقدير: أقرب الكون كون. انتهى.
وقال الطيبي: التركيب من الإسناد المجازي، أسند القرب إلي الوقت، وهو للعبد، مبالغة.
فإن قلت: أين المفضل عليه ومتعلق أفعل في الحديث؟ قلت: محذوف، وتقديره: إن للعبد حالتين في العبادة: حالة كونه ساجدًا لله تعالى، وحالة كونه متلبسًا بغير السجود، فهو في حالة سجوده أقرب إلى ربه من نفسه في غير تلك الحالة. ويدل عليه التصريح به في قول علي رضي الله عنه: (الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم). أي: الناس في فسادهم واقترافهم رذائل الأخلاق، أشبه بزمانهم من أنفسهم بآبائهم في الصورة والهيئة، أو في اقتباسهم مكارم الأخلاق. انتهى.

1217 - حديث: "إياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان".
قال القاضي عياض: إدخال الألف واللام على (لو) غير جائز عند أهل العربية، إذ (لو) حرف، وهما لا يدخلان على الحروف.
قال الزركشي: وهذا عجيب، فإن الحروف يجوز أن يسمى بها، وتجري الأسماء

الصفحة 459