كتاب عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

وقال آخر:
وقدما أهلكت لوٌّ كثيرًا ... وقبل اليوم عالجها قدار
فانظر كيف جعلها اسم (إن) في البيت الأول، وفاعلاً في البيت الثاني، وكلاهما شددها، وهي اللغة الفصيحة.
وحكى سيبويه: أن بعض العرب يهمز، يعني يجعل بدل الواو الملحقة همزة، فيقول: لَوْء، مثل نَوْء، على أن جعلها فاعلة والإخبار عنها، نحو ذلك لا يختص بحالة التسمية بها. بل قد تكون وهي مبنية على حرفيتها، كقوله في الحديث الآخر: (لا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان) بدون دخول الألف واللام فيه. فقد جعل (لو) اسم إنّ، لكن ذلك إخبار لفظي يكون في الاسم والفعل والحرف، فتقول: زيد ثلاثي، وضرب فعل ثلاثي، ومن ثنائي، أي: ألفاظها.
فإذا قلت: إياك ولو، فإن لو. فمقصودك الحرف، وقد حكيته، وأخبرت عن لفظه.
وإذا سميت به رجلاً وأخبرت عنه فالإخبار عن معناه، وهو ذات الرجل.
وإذا جعلته اسمًا للكلمة التي هي حرف، وأخبرت عنه، فالإخبار عنه، إخبرا عن الحرف المسمى بذلك.
فيرجع الإخبار في الحديثين إلى شيء واحد، ولكن في أحدهما عن اللفظ على سبيل الحكاية، وفي الآخر عن المعنى المسمى بذلك اللفظ.

الصفحة 461