كتاب عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

قال الكرماني: قال أبو عبيد: لفظة (بيد) تكون بمعنى "غير" وبمعنى "على" وبمعنى "من أجل" وكله صحيح هنا.
وقال في فتح الباري: (بيد) بموحدة ثم تحتية ساكنة مثل غَيْر وزنًا ومعنًى وإعرابًا، وبه جزم الخليل والكسائي ورجحه ابن سيدة.
وروى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن الربيع عنه أن معنى (بَيْد): من أجل، كذا ذكره ابن حبان والبغوي عن المزني عن الشافعي، وقد استبعده عياض. ولا بعد فيه، بل معناه أنا سبقنا بالفضل إذ هدينا للجمعة مع تأخرنا في الزمان، بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم. ويشهد له: رواية: (لأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا).
وقال الداودي: هي بمعنى على أو مع.
قال القرطبي: إن كانت بمعنى غير، فنصب على الاستثناء، وإن كانت بمعنى مع، فنصب على الظرف الزماني.
وقال الطيبي: هي للاستثناء من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم والمعنى: نحن السابقون بالفضل غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ووجه التأكيد فيه ما أدمج فيه من معنى النسخ، لأن الناسخ هو السابق في الفضل وإن كان متأخرًا في الوجود.
وقال ابن مالك في توضيحه: (بيد) بمعنى (غير)، والمشهور استعمالها متلوة بأنْ نحو: بيد أنهم أوتوا الكتاب. ومنه قول الشاعر:
بيد أن الله قد فضلكم ... فوق من أحكأ صلبًا بإزار
وقول الراجز:

الصفحة 502