كتاب عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

عمدًا فعلت ذاك بَيْدَ أني ... إخال لو هلكت لم تُرِنِّي
وروي في الحديث: (بيد كلُّ أمةٍ أوتوا الكتاب من قبلنا)، والأصل فيه (بيد أنّ كل أمة)، فحذفت (أن) وبطل عملها، وأضيفت (بيد) إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولي "أن". وهذا الحذف في "أن" نادر، لكنه غير مستبعد في القياس، على حذف (أنْ) فانهما أختان في المصدرية وشبيهان في اللفظ.
وقد حمل بعض النحويين على حذف (أن) قول الزبير رضي الله عنه:
فلولا بنوها حولها لخطبتها
ومما حذف فيه (أنْ) واكتفي بصلتها قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق) [الروم: 24]، والأصل: أن يريكم، لأن الموضع موضع مبتدأ خبره (ومن آياته).
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها". أراد: أن تحد، وأن تسال.
والمختار في (بيد) أن تجعل حرف استثناء، ويكون التقدير: (إلا كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا)، على معنى (لكنْ)، لأن معنى إلاّ مفهوم منها، ولا دليل على اسميتها.

الصفحة 503