كتاب التفسير البياني للقرآن الكريم (اسم الجزء: 2)

الهجر. والصريم: المقطوع، والمحصود. ونقلوا أنه الرماد الأسود بلغة خزيمة، ورملة معروفة في اليمن.
والإصباح: الدخول في وقت الصبح أول النهار. والاستثناء معروف.... وظاهر السياق في الآية، على أن أصحاب الجنة أقسموا ليحصدن زرع جنتهم ويقطفن كل ثمارها، ولا يبقون منها شيئاً. لكن من المفسرين من تأولوه في الآية بأن أصحاب الجنة لو يقولوا: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} حين أقسموا ليصرمنها مصبحين.
وظاهر النص، أن خطيئتهم التي أخذوا بها، هي التصميم على صرم جنتهم خفية، والاستئثار بكل خيرها لا يؤدون حق مسكين فيه.
والتخافت: أن يتحدث بعضهم إلى بعض في خفوت، قصداً إلى الحيلولة دون سماع أحد لما يتخافتون به.
والحرد: المنع، من حردت السنة إذا منعت خيرها، وحاردت الناقة إذا منعت درها. لحظ فيه أن ذلك لا يكون إلا عن نفور، فجاءت دلالة الحرد على النفور.
والتلاوم: من صيغ المفاعلة، وذلك بأن يلوم بعضهم بعضاً.
والعربية تستعمل الأوسط والوسط في معنى العدل، ملحوظاً فيه أنه توازن بين طرفين متباعدين.
والتسبيح ذكر الله، ونفهمه في آية القلم: {لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} بمعنى: لولا تذكرون الله فتؤدوا حقه وتشكروا له نعمته.
والطغيان: تجاوز الحد، وأصل استعماله في طغيان الماء، ثم نقل بهذا الملحظ إلى دلالته على الجبروت وتجاوز الحد، على ما سبق تدبره في تفسير آية النازعات خطاباً لموسى عليه السلام: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} بالجزء الأول من هذا الكتاب.
* * *
وتسوع مفسرون في تفصيل قصة أصحاب الجنة المذكورين في سورة القلم، وخلاصتها أن هذه الجنة كانت لرجل صالح، حدودا قومه وبلده فقيل إنه من أهل اليمن، من صوران صنعاء، وقيل من أهل الحبشة، وقيل من أهل الكتاب.

الصفحة 63