كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)

1599 - وأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، نا أَبُو عَلِيٍّ الشَّقِيقِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: " إِنَّ الْكِسَائِيَّ قَدْ وَضَعَ كِتَابًا فِي إِعْرَابِ الْقُرْآنِ مِثْلَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] ، وَالْحَمْدَ لِلَّهِ، وَ (الْحَمْدِ لِلَّهِ) فَمَنْ رَفَعَ حُجَّتُهُ كَذَا وَمَنْ نَصَبَ حُجَّتُهُ كَذَا وَمَنْ خَفَضَ حُجَّتُهُ كَذَا فَكَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ قَرَأَ بِهَا قَوْمٌ مِنَ السَّلَفِ مِنَ الْقُرَّاءِ فَالْتَمَسَ الْكِسَائِيُّ الْمَخْرَجَ لِقِرَاءَتِهِمْ فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَةً لَمْ يَقْرَأْ بِهَا أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ مِنَ الْقُرَّاءِ فَاحْتَمَلَهَا عَلَى الْخُرُوجِ عَلَى النَّحْوِ فَأَكْرَهُهُ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: ثُمَّ قَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بَغْدَادَ وَالْكِسَائِيُّ حَيٌّ فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ يُقَالُ لَهُ: مَتٌّ أَخُو حَفْصِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالنَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: أَحْسَنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَعْجَبَهُ قَوْلُهُ وَلَكِنْ أُخْبِرُكَ أَنَّ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الْوُجُوهَ كُلَّهَا قِرَاءَةُ الْقُرَّاءِ مِنَ السَّلَفِ»
1600 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ يَاسِينَ، نا أَبُو حَاتِمٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ لِعَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيِّ: «§خُذْ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو فَإِنَّهَا تُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، لَهَا إِسْنَادٌ»
§كَتْبُ أَشْعَارِ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي الشِّعْرِ الْحِكَمُ النَّادِرَةُ وَالْأَمْثَالُ السَّائِرَةُ وَشَوَاهِدُ التَّفْسِيرِ وَدَلَائِلُ التَّأْوِيلِ فَهُوَ دِيوَانُ الْعَرَبِ وَالْمُقَيِّدُ لِلُغَاتِهَا وَوُجُوهِ خُطَّابِهَا فَلَزِمَ كَتْبُهُ لِلْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ
1601 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ حَاضِرٍ أَوْ أَبَا حَاضِرٍ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ -[198]- ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ» وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنِ حَامِيَةٍ" فَقُلْتُ مَا تُقْرَأُ إِلَّا {حَمِئَةٍ} [الكهف: 86] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ تَقْرَأُهَا؟ قَالَ: كَمَا قَرَأْتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: فِي بَيْتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى كَعْبٍ فَجَاءَهُ فَقَالَ: أَيْنَ تَجِدُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ فِي التَّوْرَاةِ يَا كَعْبُ؟ قَالَ: أَمَّا الْعَرَبِيَّةُ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهَا وَأَمَّا الشَّمْسُ فَإِنِّي أَجِدُهَا فِي التَّوْرَاةِ تَغْرُبُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، وَأَشَارَ كَعْبٌ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ عِنْدَكُمَا لَرَفَدْتُكَ كَيْمَا تَزْدَادَ بِهِ بَصَرًا فِي قَوْلِهِ {حَمِئَةٍ} [الكهف: 86] فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: فِيمَا نَأْثُرُ مِنْ قَوْلِ تُبَّعٍ فِيمَا ذَكَرَ بِهِ ذَا الْقَرْنَيْنِ فِي تَعَلُّقِهِ بِالْعِلْمِ وَاتِّبَاعِهِ إِيَّاهُ: قَوْلُهُ
[البحر الكامل]
بَلَغَ الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ يَبْتَغِي ... أَسْبَابَ أَمْرٍ مِنْ حَكِيمٍ مُرْشِدِ
فَرَأَى مَعَادَ الشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا ... فِي عَيْنٍ ذِي خَلَبٍ وَثَأْطٍ حَرْمَدِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا الْخَلَبُ؟ قُلْتُ: الطِّينُ بِكَلَامِهِمْ قَالَ: فَمَا الثَّأْطُ؟ قُلْتُ: الْحَمَأَةُ قَالَ: وَمَا الْحَرْمَدُ؟ قُلْتُ: الْأَسْوَدُ، قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا أَوْ غُلَامًا فَقَالَ: اكْتُبْ مَا يَقُولُ هَذَا"

الصفحة 197