كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)
§كَتْبُ كَلَامِ الْحُفَّاظِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ لَمَّا كَانَ أَكْثَرُ الْأَحْكَامِ لَا سَبِيلَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ لَزِمَ النَّظَرُ فِي حَالِ النَاقِلِينَ وَالْبَحْثُ عَنْ عَدَالَةِ الرَّاوِينَ فَمَنْ ثَبَتَتْ عَدَالَتُهُ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَإِلَّا عُدِلَ عَنْهُ وَالْتُمِسَ مَعْرِفَةُ الْحُكْمِ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ لِأَنَّ الْأَخْبَارَ حُكْمُهَا حُكْمُ الشَّهَادَاتِ فِي أَنَّهَا لَا تُقْبَلُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ
1608 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ، نا سُفْيَانُ، نا مِسْعَرٌ، قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: §«لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ»
1609 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ الطُّوسِيَّ، نا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ نُعَيْمِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: سِمِعْتُ بَشَرًا يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: §«الْإِسْنَادُ فِي الْحَدِيثِ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ»
1610 - نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، يَقُولُ: §«إِنَّمَا هِيَ شَهَادَاتٌ وَهَذَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ يَعْنِي الْحَدِيثَ مِنْ أَعْظَمِ الشَّهَادَاتِ»
1611 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْحَافِظَ الْجُرْجَانِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ نُوحَ بْنَ هِشَامٍ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ: §" كُنْتُ عِنْدَ الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ وَكَانَ مُرَابِطًا بِمَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا: بَانَيَاسُ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ لِلْمُنَاظَرَةِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يُحْكَى عِنْدَنَا بِخُرَاسَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ: الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَحَدَّثَ مَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ بِمَا شَاءَ، هَلْ سَمِعْتَهَا مِنْهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِ اكْتُبْ حَتَّى أُمْلِيَ عَلَيْكَ حِكَايَةً فِي هَذَا الْبَابِ لَا تَكْتُبُهَا الْيَوْمَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِي قُلْتُ: هَاتِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ هَلْ لَهُ أَنْ يُشَدِّدَ فِي الْإِسْنَادِ؟ قَالَ: نَعَمْ مَنْ كَانَ طَلَبُهُ لِلَّهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ فِي -[201]- الْإِسْنَادِ أَشَدُّ وَأَشَدُّ لِأَنَّكَ تَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ ثِقَةٍ وَتَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ " وَيُقَالُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ
الصفحة 200