كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)

1736 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرَّيِّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ الْحَافِظُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: " صَحِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي سَفَرٍ فِي مَوْضِعٍ مُخِيفٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مَوْضِعٌ مُخِيفٌ فَنَهَضَ سُفْيَانُ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرمل]
§وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاصْحَبْ صَاحِبًا ... ذَا عَفَافٍ وَوَفَاءٍ وَكَرَمْ
قَوْلُهُ: لِلشَّيْءِ لَا إِنْ قُلْتَ: لَا ... وَإِذَا قُلْتَ: نَعَمْ قَالَ: نَعَمْ"
§الْقَوْلُ عِنْدَ الْوُرُودِ إِلَى الْبَلَدِ الْمَقْصُودِ
1737 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ إِذَا أَتَى بَلَدًا مِنَ الْبُلْدَانِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ قَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَوَدَّةَ خِيَارِهِمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شِرَارِهِمْ فَكَانَ اللَّهُ يُعْطِيهِ ذَلِكَ " يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ إِذَا نَزَلَ بِالْبَلَدِ الَّذِي إِلَيْهِ رَحَلَ أَنْ يُقَدِّمَ لِقَاءَ مَنْ بِهِ مِنَ الْمَشَايِخِ وَيَتَعَجَّلَ السَّمَاعَ مِنْهُمْ خَوْفَ اعْتِرَاضِ الْحَوَادِثِ
1738 - فَقَدْ أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«الْفُرْصَةُ سَرِيعَةُ الْفَوْتِ بَطِيئَةُ الْعَوْدَةِ»
1739 - وأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، بِالْكُوفَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ -[244]-: " §خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ إِلَى الْكُوفَةِ أَنَا وَهُشَيْمٌ لِنَلْقَى مَنْصُورًا، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ سِرْتُ فَرَاسِخَ لَقِيَنِي إِمَّا أَبُو مُعَاوِيَةَ أَوْ غَيْرُهُ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ: أَسْعَى فِي دَيْنٍ عَلَيَّ قَالَ: فَقُلْتُ: ارْجِعْ مَعِي فَإِنَّ عِنْدِي أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أُعْطِيكَ مِنْهَا أَلْفَيْنِ فَرَجَعْتُ فَأَعْطَيْتُهُ أَلْفَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلَ هُشَيْمٌ الْكُوفَةَ بِالْغَدَاةَ وَدَخَلْتُهَا بِالْعَشِيِّ فَذَهَبَ هُشَيْمٌ فَسَمِعَ مِنْ مَنْصُورٍ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا وَدَخَلْتُ أَنَا الْحَمَّامَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مَضَيْتُ فَأَتَيْتُ بَابَ مَنْصُورٍ فَإِذْ جَنَازَةٌ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: جَنَازَةُ مَنْصُورٍ فَقَعَدْتُ أَبْكِي فَقَالَ لِي شَيْخٌ هُنَاكَ: يَا فَتًى مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدِمْتُ عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ وَقَدْ مَاتَ قَالَ: فَأَدُلُّكَ عَلَى مَنْ شَهِدَ عُرْسَ أُمِّ ذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اكْتُبْ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ عَنْهُ شَهْرًا قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنْتَ تَكْتُبُ عَنِّي مُنْذُ شَهْرٍ لَمْ تَعْرِفْنِي أَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدِي سَبْعَةُ دَرَاهِمَ أَوْ تِسْعَةُ دَرَاهِمَ وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ يَجِيءُ فَيُحَدِّثُنِي " وَلْيَسْمَعْ مِنْ كُلِّ شَيْخٍ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ وَمَا اشْتَرَكَ الْمَشَايِخُ فِيهِ فَلْيَقْتَصِرْ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْ أَحَدِهِمْ

الصفحة 243