كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 2)

§الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الشُّيُوخِ وَذَوِي الْأَسْنَانِ
1841 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«مَنْ أَكْثَرَ مُذَاكَرَةَ الْعُلَمَاءِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»
1842 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §كَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ الْأَوَّلِ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ قَالَ: الْيَوْمُ يَوْمُ غَنَمِي فَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ قَالَ: الْيَوْمُ يَوْمُ مُذَاكَرَتِي فَيُذَاكِرُهُ وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ عَلَّمَهُ وَلَمْ يَزْهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَتَّى صَارَ هَذَا الزَّمَانُ فَصَارَ الرَّجُلُ يَعِيبُ مَنْ فَوْقَهُ ابْتِغَاءَ أَنْ يَنْقَطِعَ مِنْهُ حَتَّى لَا يَرَى النَّاسُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ لَمْ يُذَاكِرْهُ فَهَلَكَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ "
1843 - أنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهَ الضَّرِيرَ، بِالرَّيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى الْخُوَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، يَقُولُ: §«كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي الْمَسْجِدِ فِي لَيْلَةٍ شِتْوِيَّةٍ بَارِدَةٍ فَقُمْنَا لِنَخْرُجَ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ ذَاكَرَنِي بِحَدِيثٍ أَوْ ذَاكَرْتُهُ بِحَدِيثٍ، فَمَا زَالَ يُذَاكِرُنِي وَأُذَاكِرُهُ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَأَذَّنَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ»
1844 - أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى يَعْنِي السَّاجِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا ابْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيٌّ فَأَقْبَلَ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ فَسَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: طَارِقٌ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ فَقَالَ يَحْيَى: يَجْرِيَانِ مَجْرًى وَاحِدًا فَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: §يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا تَدْرِي وَتَكَلَّفُ لَنَا مَا لَا تُحْسِنُ إِنَّمَا تُكْتَبُ عَلَيْكَ ذُنُوبُكَ. حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ -[277]- مُهَاجِرٍ خَمْسُمِائَةٍ وَحَدِيثُ طَارِقٍ مِائَتَانِ، عِنْدَكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٌ وَعَنْ طَارِقٍ عَشَرَةٌ، فَأَقْبَلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَقُلْنَا: هَذَا ذُلٌّ فَقَالَ يَحْيَى: «دَعُوهُ فَإِنْ كَلَّمْتُمُوهُ لَمْ آمَنْ أَنْ يَقْذِفَنَا بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا»

الصفحة 276