كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 2)

- 14- يعني النفخة الآخرة يوم يبعث آدم- عَلَيْه السَّلام- وذريته قالَ اللَّه: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ- 15- فلا تموت إلى يوم الوقت المعلوم يعني أجلا معلوما وهي النفخة الأولى قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي قَالَ أما إذ أضللتني لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ- 16- يعني لأصدنهم عن دينك المستقيم يعني الْإِسْلام ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ من قبل الآخرة فأزين لهم التكذيب بالبعث وبالجنة وبالنار وَمِنْ خَلْفِهِمْ يعني من قبل الدُّنْيَا فأزينها فِي أعينهم وأرغبهم فيها وَلا يعطون فيها حقا وَعَنْ أَيْمانِهِمْ يعنى من قبل دينهم فَإِن كانوا عَلَى هدى شبهته عليهم حَتَّى يشكوا فيها «1» وإن كانوا عَلَى ضلالة زينتها لهم وَعَنْ شَمائِلِهِمْ يعني من قبل الشهوات واللذات من المعاصي وأشهاها إليهم وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ- 17- لنعمتك فلا يوحدونك قالَ لَهُ اخْرُجْ مِنْها يعنى من الجنة مَذْؤُماً منفيا مَدْحُوراً يعني مطرودا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ على دينك لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ- 18- يعني إبليس وذريته وكفار ذرِّيَّة آدم، منهم جميعًا.
وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فِي التقديم فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ وهي السنبلة الحنطة، وقالوا هِيَ الشجرة التي تحتك «2» بها الملائكة للخلود فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ- 19- لأنفسكم فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ يعني إبليس وحده لِيُبْدِيَ لَهُما مَا وُورِيَ عَنْهُما يعنى ما غطى عنهما مِنْ سَوْآتِهِما [128 ب] يعني ليظهر لهما عورتهما وَقالَ إبليس لهما: إنى
__________
(1) الأنسب فيه: أى فى الهدى. ولكنه أعاد الضمير على الإيمان.
(2) فى أ: تحتل، وفى حاشية أ: فى الأصل تحتك. وهي غير واضحة فى ل. وفى م: تحتل.
وهو دليل على أن «م» ناقلة «عن أ» .

الصفحة 31