كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 2)

يصاحب المتعة والشهوة شيء من العبادة لئلا تتحول النفس البشرية بكليتها إلى الدنيا فهو يدعو إلى التسمية وذكر الله عند الأكل ويدعو في يوم العيد أن يبدأ بصلاة العيد وبأداء شعيرة عيد الفطر بزكاة الفطر وبأداء شعيرة عيد الأضحى بذبح الأضحية وأداء حق الفقير وحق الأهل والرحم منها
هكذا شرعت صلاة العيد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد لها مكانا خارجا متسعا يكفي المسلمين المصلين وكان يخرج النساء والفتيات حتى الحيض منهن مع الرجال والصبيان إلى مصلى العيد وكان يخطب المسلمين والمسلمات يعلمهم شعائر هذا اليوم وكان مما قال في بعض خطبه في عيد الأضحى أن أول ما نبدأ به في مثل هذا اليوم من الأعياد أن نصلي صلاة العيد ثم نرجع إلى منازلنا ورحالنا فننحر أضحيتنا فمن فعل ذلك ورتب هذا الترتيب فقد أصاب السنة ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم قدمه لأهله

-[المباحث العربية]-
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب) جملة "يخطب" في محل النصب على الحال وكانت الخطبة خطبة عيد الأضحى ففي رواية للبخاري عن البراء "خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصلاة ... " الحديث
(فقال) الفاء تفسيرية إذ الخطبة هي مقول القول نفسه
(إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي) صلاة العيد والإشارة إلى يوم عيد الأضحى والأولية نسبية إذ المراد أول الأعمال الهامة الدينية السامية خارج البيت وإلا فيسبق ذلك شرعا الاغتسال والتجمل وغيرهما
(ثم نرجع) إلى بيوتنا والتعبير بثم لما بين الصلاة والرجوع من التراخي بسماع الخطبة
(فننحر) معطوف على "نرجع" وهو معطوف على "نصلي" فهما منصوبان لعطفهما على المنصوب ويجوز فيهما الرفع على الاستئناف

الصفحة 13