كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 2)

(فيقول الأشهاد) الفاء واقعة في جواب أما، والأشهاد جمع شاهد مثل ناصر وأنصار وصاحب وأصحاب، ويجوز أن يكون جمع شهيد، بمعنى شاهد كشريف وأشراف، والمراد من الأشهاد الرسل أو الملائكة أو أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون على الناس.
(ألا لعنة الله على الظالمين) "ألا" حرف استفتاح، واللعن الطرد والإبعاد، والمراد بالظلم هنا الكفر والنفاق، فأل فيه للكمال في الصفة، وليس كل ظلم يدخل في معنى الآية ويستحق اللعنة، والجملة خبرية أو دعائية، وهي من كلام الأشهاد أو من كلام الله تعالى.

-[فقه الحديث]-
ظاهر الحديث أن هذا السؤال إنما هو عن الذنوب التي لم يطلع عليها العباد في الدنيا لقوله "سترتها عليك في الدنيا" ويمكن أن يكون عاما في كل الذنوب حتى التي اطلع عليها الخلق على أن يكون الستر كناية عن عدم المؤاخذة، نعم عموم قوله "وأنا أغفرها لك اليوم" مخصوص بحديث المقاصة السابق، فالغفران للذنوب التي لن يدخلها تقاص، وفائدة التقرير في هذا الموقف إبراز فضل الله ورحمته بالمؤمنين، حيث ستر في الدنيا وعفا في الآخرة. ويتبين من الحديث أن قوله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} أن السؤال عن النعيم الحلال إنما هو سؤال تقرير وتوقيف على نعم الله التي أنعم بها. لا سؤال حساب وانتقام. لأن السؤال عن الذنوب كان للتقرير بدليل قوله "وأنا أغفرها لك اليوم" وإذا كان كذلك فسؤال العباد عن النعيم الحلال أولى أن يكون للتقرير.

-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - فضل الله على عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة.
2 - عدل الله في حكمه على الكافرين.
3 - فيه حجة لأهل السنة في قولهم بأن أهل الذنوب من المؤمنين لا

الصفحة 327