كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 2)

لأخيه، أو بمعنى عند، ويؤيده رواية "من كانت عنده مظلمة لأخيه" والمظلمة قال ابن مالك: بفتح اللام وكسرها والكسر أشهر.
(من عرضه) بكسر العين موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه أو في سلفه أو فيمن يلزمه أمره.
(أو شيء) من الأشياء وهو من عطف العام على الخاص، فيدخل فيه المال بأصنافه والجراحات حتى اللطمة ونحوها، وفي رواية الترمذي "من عرض أو مال".
(فليتحلله منه) الضمير المنصوب للأمر الذي حصل به الظلم: والمجرور للأخ، ويصح العكس، والمراد بالتحلل من أخيه أن يجعل نفسه في حل مما فرط منه، بأن يطلب براءة ذمته منه، وقيل: معناه يستوهبه ويقطع دعواه عنه، وليس المراد منه أن يجعل الحرام حلالا، لأن ما حرم الله لا يمكن تحليله، فقد جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: اجعلني في حل فقد اغتبتك. فقال: إني لا أحل ما حرمه الله، ولكن ما كان من قبلنا فأنت في حل منه.
(اليوم) نصب على الظرفية، والمراد به أيام الدنيا لمقابلته بقوله "قبل ألا يكون دينار ... إلخ".
(قبل ألا يكون دينار ولا درهم) "يكون" من كان التامة، أي قبل ألا يوجد، أو قبل ألا يغني دينار ولا درهم، ويعني يوم القيامة.
(إن كان له عمل صالح) الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا، كأن سائلا سأل من أين يؤخذ هذا البدل يوم لا دينار ولا درهم؟ فقيل: إن كان له عمل صالح إلخ.
(أخذ منه) أي من ثوابه ففي الكلام مضاف محذوف.
(فحمل عليه) أي حمل المأخوذ من سيئات المظلوم على الظالم.

الصفحة 332