كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
ثم الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبين إليه الصفح عما كان منهم من كيد، سائلين أن يستغفر الله لهم، وإلا فهم وما ارتكبوا من ظلم ومكر بالله، وبرسول الله: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ} 1.وواضح من هذا أن الآية الكريمة، ليس فيها أي دليل على الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما تدل على طلب الصفح منه صلى الله عليه وسلم لأولئك الذين عبثوا بكتب الله، وأرادوا الرسول على أن يحكم بينهم بما في كتابهم، ولم يقبلوه ثم طلبهم الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يغفر الله لهم هذا الذي كان منهم. فالاستغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دعاء منه صلى الله عليه وسلم، يطلب به المغفرة من ربه لهؤلاء النادمين التائبين. وكل مسلم يستغفر ربه لنفسه ولغيره، فيقول: اللهم اغفر لي ولإخواني المؤمنين كما علمنا الله تعالى أن ندعوه بقوله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 2.وكما قال الله تعالى على لسان موسى {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 3.
__________
1 سورة فاطر آية: 43.
2 سورة الحشر آية: 10.
3 سورة القصص آية: 16.