كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
العالية، حيث يشكر لمؤدي الزكاة فعله، ويطيب خاطره بما أخرج من ماله العزيز على النفس.. وفي الحديث "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" ومع هذا، فإنه إذا جاز الاستشفاع برسول الله على الله في حال حياته فإن الاستشفاع به على الله بعد موته هو مهواة إلى الشرك، والعياذ بالله. فما أعظمها فرية، وما أشنعها جريمة، أن ينساق الإنسان وراء هواه، فيحرف الكلم عن مواضعه، ويفتري الكذب على الله، وعلى رسول الله، فيهلك، ويهلك من ينخدع من الناس له!! ولا يكتفي ابن دحلان بهذا الدجل، وتلك الشعوذة فيما ساق من أدلة باطلة على جواز الاستشفاع والتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالصالحين أحياء وأمواتا. لا يكتفي ابن دحلان بهذه الشعوذات، بل يمضي في غبائه وجهله، فيقول في رسالته ص 11: " واستسقى عمر رضي الله عنه في زمن خلافته بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم، لما اشتد القحط عام الرمادة، فسقوا " وذلك مذكور في صحيح البخاري، من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال عمر " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم، فاسقنا ". ونقول أن هذا الخبر صحيح، فإن عمر رضي الله عنه استسقى عام الرمادة حيث خرج إلى ظاهر المدينة وقد ساق بين يديه الأنعام، ومن خلفها الشيوخ والنساء والصبيان، وجعل على مقدمة الجميع العباس بن عبد المطلب، أشبه بالإمام في الصلاة تكريما له؛ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.