كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

عريضا باطلا من صاحب الرسالة حيث جعل نفسه لسانا ناطقا عن أهل السنة جميعا، وهو بهذا الادعاء كاذب مفتر؛ إذ مَنْ مِنَ السنيين أعطاه توكيلا ليتكلم باسمه، ويعبر عن رأيه؟ وهل إذا أخذ هذا الدعي بما نطق به من زور، وبهتان، وحمق، وجهل - أيكون هذا الجرم الذي وقع فيه محمولا على أهل السنة جميعا؟ وهل يحمل هو أو يحتمل وحده تبعة هذا الجرم؟ ثم إن هذا السيامي، يضفي على رسالته هذا الوصف فيقول: " والمسماة بنور اليقين " ونقول لا بأس أن يلبس رسالته ما شاء من مسميات، فإن الأسماء والأوصاف لا تشترى. أما ما أضفاه المؤلف على نفسه من ألقاب وأوصاف، فهو مما يدخله مدخل الحساب الشديد من الله؛ إذ أتى أمرا منهيا عنه، وهو تزكية نفسه بالعلامة، الورع، التقي، والمحقق الذكي الألمعي، صاحب الفضيلة". والله تعالى يقول: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} 1 ويقول سبحانه منكرا على هؤلاء الذين يتألون على الله، ويقولون عن أنفسهم: إنهم أهل القرب من الله وأصحاب الدرجات العليا عنده، وإنهم أهل العلم والكشف والولاية - يقول سبحانه فيهم: {لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً} 2.-
__________
1 سورة النجم آية: 32.
2 سورة آية: 49-50.

الصفحة 214