كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

ولا يكتفي الشيخ السيامي بهذا الإعلان عن نفسه بخط يده، واصفا نفسه بتلك الأوصاف وبأنه صاحب الحضرة، والعلامة الورع التقي، الخ هذه المدعيات. لا يكتفي الشيخ بهذا، بل إنه ليطوف على أهله في وطنه سيام، فيستجدي منهم التقريظ له والتنويه برسالته، وما أودعه فيها من ذخائر العلم.. ثم يجمع حصيلة هذا كله، بما أراق من دمه في الاستجداء، والإلحاف في الاستجداء - يجمع هذا في أوراق، ثم يلحقها بالرسالة، كشهادة له من العلماء الذين يؤخذ عنهم، ويستمع إليهم وما هم في حقيقة أمرهم إلا على شاكلة هذا الشيخ في الغباء والتلهف على الشهرة، بوضع شهاداتهم وأسمائهم في رسالة مطبوعة منشورة إذا وقعت ليد أحدهم، طار بها في فرح وجنون، ينادي في الناس: هاؤم اقرءوا كتابيه. لقد أصبحت علما يشار إليه في الكتب والرسائل. وهذا الذي أضافه الشيخ السيامي من تزكيات وتقاريظ، هو أكبر حجما من الرسالة ذاتها، وبعضها مترجم إلى العربية، وبعضها باللغة السيامية. ولعل هذه التزكيات، وتلك التقاريظ هي الدافع الأول للشيخ السيامي على نشر رسالته تلك، حاملة هذه الشهادات التي استشهد الناس عليها وألح عليهم بها؛ وذلك ليدلل بها على فضله، وعلمه وكثرة المتعلقين به، أما الرسالة ذاتها، في بضاعة خسيسة بائرة ليس فيها ما يستحق النظر إليه، إلا إذا كان ذلك على طريق اللهو والاستخفاف، أو التحذير من تلك البضاعة أن يخدع أحد بها.
محتوى الرسالة:
ومحتوى رسالة الشيخ السيامي - إن صح أن لها محتوى - يتضمن اعتراضين يعترض بهما على دعوة الموحدين وهما: تلقين الميت، ثم التوسل.
تلقين الميت:
أما تلقين الميت، الذي هو بدعة عند الموحدين فلم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن الصحابة والتابعين، وإنما هو وافد شرك وضلال من الوثنيين

الصفحة 215