كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

وعبادتهم الموتى، وحمل الطعام معهم إلى القبور التي تبنى عليهم، كما كان يفعل قدماء المصريين بموتاهم، وحمل أدواتهم وأمتعتهم معهم حيث يقبرون.. ولا زالت بعض آثار هذا عالقة بأذهان كثير من العوام في مصر، أما هذا التلقين للميت الذي هو بدعة في دين الله، فقد جعله المبتدعون سنة وشريعة في دين الله!! والذين ينكرون على الموحدين تبديع التلقين للميت، يستندون إلى أحاديث موضوعة أو ضعيفة، ثم يترخصون في الأخذ بها؛ لأنها من فضائل الأعمال، التي تجيز العمل بالأحاديث الضعيفة، بل وتجيز وضع مثل هذه الأحاديث؛ لأنها في فهمهم المريض تغري الناس بالأعمال الصالحة، ولهذا اتسع هذا الباب الذي دخل فيه الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذبا، إذا كان ذلك مما يحمل المسلم على فعل الخير، ولهؤلاء الذين يبيحون هذا الكذب على رسوله حجة شيطانية يحتجون بها؛ إذ يقولون: "نحن لا نكذب على رسول الله وإنما نكذب له". فيا سبحان الله!! أيكون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم - على أي صورة - مباحا ومشروعا؟ فأي ضلال هذا؟ وأي جهل بدين الله، وأي تنقص لرسول الله؟ أيحتاج دين الله إلى من يكمله بالكذب والافتراء؟ وهل يدخل الكذب في عمل ثم يخرج هذا العمل سليما صالحا؟ إن الكذب هو الكذب في شؤمه وما يجره على صاحبه من بلاء.. وقد لعن الله الكاذبين في كتابه، فقال سبحانه:

الصفحة 216