كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} 1.ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا " 2. وفي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تكذبوا علي، فمن كذب علي يلج النار " 3.والكذب لرسول الله أشنع من الكذب عليه؛ لأن من يكذب على رسول الله يعلم أنه يأتي منكرا، أما الذي يكذب لرسول الله فهو عند نفسه أنه يتقرب إلى الله وإلى رسوله بالكذب، فيقدم على هذا الكذب متعبدا لله به، فما أشنعها عبادة، وما أشقى العابد بها أن تكون من واردات الكذب، وهل يجد الشيطان باب ضلال يفتحه لأوليائه أضل وأشنع من هذا الباب؟ ونعود إلى ما يحتج به الشيخ السيامي لتلقين الميت.. يقول الشيخ السيامي: "اعلموا أيها الأحباب، وفقكم الله لطاعته، أن تلقين الميت البالغ بعد تمام الدفن مستحب، باتفاق علماء هذه الأمة على سنيته.. وبقوله تعالى: {ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} 4.وأحوج ما يكون العبد في التذكير في هذه الحالة، ولحديث رواه الطبراني في الكبير
__________
1 سورة آل عمران آية: 61.
2 البخاري: الأدب 6094 , ومسلم: البر والصلة والآداب 2607 , والترمذي: البر والصلة 1971 , وأبو داود: الأدب 4989 , وابن ماجه: المقدمة 46 , وأحمد 1/384 ,1/432 , والدارمي: الرقاق 2715.
3 البخاري: العلم 106 , ومسلم: مقدمة 1 , والترمذي: العلم 2660 , وابن ماجه: المقدمة 31 , وأحمد 1/83 ,1/123 ,1/150.
4 سورة الذاريات آية: 55.

الصفحة 217