كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
مرفوعا، في كتاب الدعاء وابن منده في كتاب الروح عن أبي أمامة، بلفظ: "إذا مات أحد من إخوانكم، فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة، فإنه - أي الميت - يستوي قاعدا ثم يقول - أي الملقن -: يا فلان ابن فلانة فإنه يقول - أي الميت: أرشدنا يرحمك الله، ولكن لا تشعرون فليقل -أي الملقن-: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما" - فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته". هذا ما يسوقه الشيخ السيامي على جواز تلقين الميت، وأنه مستحب باتفاق علماء هذه الأمة على سنيته.. وإذا تجاوزنا عن الأخطاء اللغوية، وآداب الدعاء في هذه الكلمات القليلة التي سطرها الشيخ السيامي، مثل قوله: "أحوج ما يكون العبد في التذكير؛ في هذه الحالة" والصحيح أن يقال: "وأحوج ما يكون العبد إلى التذكير، لأنه لا يقال في لغة العرب، يحتاج في كذا، وإنما يقال: يحتاج المرء إلى كذا. وكذلك دعاؤه بقوله: اعلموا أيها الأحباب وفقكم الله لطاعته".. ولا يدعو لنفسه بالتوفيق - وكأنه يرى من نفسه أنه موفق، ولا يحتاج إلى توفيق الله تعالى له. وكيف يحتاج هو إلى هذا؟ أيسوي بينه وبين عامة الناس وهو الورع التقي، والمحقق الذكي الألمعي، صاحب الفضيلة؟ إنه عند نفسه في غنى عن توفيق الله. وندع هذا إلى موضوع التلقين للميت، وما يستدل به على جوازه. فأولا: أنه يستشهد بالآية الكريمة: {ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} 1 على أنها واردة في تلقين الميت وتذكيره بالحجة التي يقدمها بين يدي منكر ونكير عند سؤالهما إياه في القبر عن ربه، وعن دينه، وعن رسوله.
__________
1 سورة الذاريات آية: 55.