كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
والآية الكريمة لا شأن لها من بعيد أو قريب بتلقين الميت وتذكيره، وإنما هي تذكير من رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بما يتلو عليهم من آيات الله، وما تحمل هذه الآيات من هدى ونور لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وقد سمى الله تعالى القرآن الكريم ذكرا، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 1.وقال جل شأنه: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} 2.وقال تعالى على لسان المشركين: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} 3.وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم أن يذكر بهذا القرآن الأحياء لا الأموات فقال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} 4.وقال سبحانه: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر ٍ} 5.
__________
1 سورة فصلت آية: 41.
2 سورة ص آية: 1-2-3.
3 سورة الحجر آية: 6.
4 سورة ق آية: 45.
5 سورة الغاشية آية: 21-22.