كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
وذلك إلى كثير من آيات الله لتذكير المؤمنين بالذكر الحكيم. فهذا التذكير بالقرآن الكريم، وما يتلى على الناس من آياته، ينقل الكافر من الكفر إلى الإيمان، والضال من الضلال إلى الهدى، ثم يكون من وراء هذا الانتقال العمل بما يقضي به الإيمان وما يدعو إليه من هدى. أما الميت فقد ختم على عمله بعد موته، من إيمان أو كفر، ومن إحسان أو إساءة، فلا تنفعه الذكرى إن لم يكن قد انتفع بها في حياته. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن ما يدعيه الشيخ السيامي من إجماع علماء هذه الأمة على جواز تلقين الميت وأن هذا من السنة، فإن ذلك ينقضه ما ينقله الشيخ السيامي نفسه في ص15 من رسالته، من كتاب "تحفة الحبيب على شرح الخطيب" للسيوطي؛ إذ يقول السيوطي: "ولم يثبت في التلقين حديث صحيح، أو حسن، بل ضعيف، وهو الذي رواه الطبراني، وهو باتفاق المحدثين - أي على ضعف هذا الحديث 1.ثم يقول السيوطي معقباً على هذا: "ولهذا ذهب جمهور الأمة إلى أن التلقين بدعة، وآخر من أفتى بأنه بدعة العز بن عبد السلام.. وإنما استحسنه ابن الصلاح وتبعه النووي نظرا إلى أن الحديث غير الصحيح يعمل به في فضائل الأعمال".
__________
1 وهذا الحديث الذي اتفق أهل الحديث على ضعفه هو الذي رواه الطبراني والذي ساقه الشيخ السيامي, مستشهدا به على جواز التلقين, وأنه من السنة!!.