كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

وقد بينا من قبل أن هذا مما يفتح باب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوقع المسلمين في أمر مريج من دينهم فيكثر الكذب على رسول الله، حيث يباح لكل من يرى أي عمل يظنه صالحا أن يتقول على رسول الله به، ويدخله في دين الله، وقد يكون من أشنع البدع. وهذا مما عمل على انتشار البدع وذيوعها بين المسلمين، حيث تدخل عليهم البدعة باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله منها ومن قائلها بريء. وفي الأحاديث الضعيفة التي أخذت مكانها من سنة رسول الله، باعتبار أنها من فضائل الأعمال، ولهذا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - في هذه الأحاديث الضعيفة التي تفيض بها بعض كتب التفسير فتنة للمسلمين وتغريراً بهم، مثل: من قرأ آية كذا أو سورة كذا مرة أو مرات استغفر له سبعون ألف ملك، وغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر. إن مثل هذه الأحاديث تغري كثيرا من المسلمين على اقتحام الحرمات، وإتيان المنكرات، والتفريط في العبادات، وبحسب المسلم بعد هذا أن يقرأ آيه أو آيات مخصوصة من كتاب الله، وإذا هو من أقرب المقربين إلى الله فهل هناك فتنة أعظم من هذه الفتنة؟ وهل هناك بلاء أشد من هذا البلاء؟ لقد عزل هذا الكيد لدين الله كثيرا من المسلمين، وبخاصة في عالم المتصوفة عن العمل للدنيا أو الآخرة، وبحسب الواحد منهم أن يقرأ آية أو وردا فيأتيه رزقه رغدا من كل مكان، ولا عليه بعد هذا أن يأكل أموال الناس بالباطل، وأن يأتي كل منكر، ويرتكب كل فاحشة، وهو متحصن بما يتمتم به من كلمات!! وهل أصيب المسلمون بما أصيبوا به من جهل وفقر وضعف إلا من مثل هذه البدع الضالة التي عششت في رءوسهم، فقادهم الشيطان إلى هذا البلاء العظيم؟

الصفحة 221