كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
وإذن فإنكار الموحدين، ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى القضاء عليها وطمس وجهها المنكر هو حماية للتوحيد، ودفاع عن دين الله، وقطع لألسنة المبتدعين الذين يعترضون على تلك الدعوة، وأخذ الطريق على أولئك المشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، من طريق تلقين الميت الذي يتخذونه حرفة لهم، كما نرى ذلك من أولئك الذين يلقنون الموتى، وهم لا يعرفون شيئاً من دين الله، وكل محصولهم من العلم هو تلك الكلمات التي حفظوها من غير فهم، فإذا ورد عليهم ميت جاءوا إليه وأخذوا من أهل الميت ما يملئون به جيوبهم.
ثانيا: التوسل:
والموضوع الثاني، الذي حملته رسالة الشيخ السيامي، هو معارضة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيما يدعو إليه من أن التوسل بغير الله بدعة. وقد تحدثنا عن هذا فيما جاء في رسالة ابن دحلان عن جواز التوسل وأبطلنا كل مدعياته الباطلة، ونقوله الفاسدة.. وقد كان في هذا ما يغنينا عن الرد على ما جاء في رسالة الشيخ السيامي عن جواز التوسل بالأحياء والأموات، ولكن لا بأس من أن نقف وقفة قصيرة هنا، نفضح بها مقولة السيامي في جواز التوسل بالأحياء والأموات والقيام عند ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم - ففي هذا بلاغ لقوم يؤمنون. يقول الشيخ السيامي في ص20 من رسالته: "اعلموا أيها الأحباب، وفقكم الله تعالى 1، أن أغلب هذه الطائفة - يقصد طائفة الموحدين - المنكرين للتلقين ينكرون على المقلدين للأئمة الأربعة التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين، وزيارة القبور والقيام عند ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد الشبه الباطلة، والدعاوى العاطلة، وقالوا: إن القيام - أي عند ذكر ميلاد النبي
__________
1 ولقد أخذ الله تعالى على لسانه أن يدعو لنفسه بالتوفيق فكان منه هذا الضلال الذي غرق فيه.